+A
A-

الشيخة رانيا لـ “البلاد”: دعم القيادة وراء نجاح دمج الأطفال ذوي الصعوبة في التواصل

كشفت أمين سر جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل الشيخة رانيا بنت علي آل خليفة عن أن عدد الخريجين الإجمالي لطلبة مركز عالية للتدخل المبكر ومدرسة عالية الوطنية، هو 72 طفلا، منهم 12 طفلا انتقلوا من قسم التربية الخاصة إلى التعليم العام “الدمج”، و8 طلاب أنهوا برنامج التهيئة المهنية ومستعدون لسوق العمل، و26 طفلا أنهوا رياض الأطفال، و18 طالبا أنهوا المرحلة الابتدائية، و8 طلبة أنهوا المرحلة الإعدادية، معلنة انخراط 14 خريجا من طلاب المدرسة في سوق العمل.

وأفادت الشيخة رانيا في تصريحات خاصة لصحفية “البلاد”، بأن المركز هو أول مركز بالبحرين والمنطقة ينفذ مشروعا هو الأول من نوعه وبالتعاون مع تمكين لتوظيف ذوي الصعوبات والتواصل ممن تجاوزوا 18 عاما وتخرجوا من المركز وإدماجهم في بيئة العمل والمسؤولية. وأكدت أن “عالية للتدخل المبكر ومدرسة عالية الوطنية” تعد من المدارس الريادية، والتي لها مساهمات فاعلة وإيجابية هذا العام في الدمج التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة، مردفة أن عملية تثقيف وتوعية المجتمع بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ومتطلبات دمجهم في المجتمع تعد من المهمات التي تسعي الجمعية لتحقيقها في هذا ألمجال، مبينة أن المدرسة وبجهود كل الفريق العامل فيها ومن جميع التخصصات استطاعت أن تقطع شوطا كبيراً في هذا الاتجاه.

جاء ذلك خلال حفل تخريج الفوج الحادي عشر من طلبة مركز عالية للتدخل المبكر ومدرسة عالية الوطنية الذي أقيم تحت رعاية رئيس جامعة البحرين رياض حمزة، بحضور أمين سر جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل الشيخة رانيا بنت علي آل خليفة، ووكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لشؤون التأهيل الشيخة عائشة بنت علي آل خليفة، ووكيل وزارة الصحة عائشة بو عنق، ومستشار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بدرية الجيب، وأعضاء مجلس أدارة الجمعية، والخريجين وأسرهم، وعدد من رؤساء الجمعيات العاملة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، والشركات المساهمة والداعمة للجمعية، وذلك في نادي الخريجين، مساء أمس.

دمج 100 من مرضى التوحد

واستعرضت الشيخة رانيا نتائج آخر دراسة ميدانية تم إنجازها، ونشرت في أبريل الماضي والتي تأتي في إطار توعية المجتمع، مؤكدة أن هذه الدراسة تؤكد أهمية دمج هذه الفئة، موضحة أن الدراسة التي جاءت بعنوان “دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع”، تستعرض مفهوم الدمج وأهدافه وأهميته إلي جانب أنواعه وأشكاله وما هي مبرراته والمتطلبات التي يجب تحقيقها قبل الدمج، وما هي الاحتياجات التي تتطلبها عمليه الدمج.

وشددت الشيخة رانيا آل خليفة على أن الجمعية حققت إنجازًا مشرّفًا في تجربة دمج الطلبة ذوي اضطرابات التوحد في المدارس الخاصة، إذ ارتفع عددهم من “ 2 “ طالبين في العام 2006 في 3 مدارس إلى 100 طالب في 4 مدارس مختلفة، حيث نجح الطلاب في الانتقال الكلي من صفوفهم الخاصة إلى الصفوف العادية، نتيجة ما حققوه من نقلة نوعية أكاديميا وسلوكيا واجتماعيا.

 

 

وأوضحت أن الاهتمام بدمج هؤلاء الأبناء جاء تجسيدا لما نص عليه دستور المملكة وقانون التعليم من أن التعليم حق تكفله الدولة للجميع بمن فيهم ذوو الاحتياجات ألخاصة، مؤكدة أن دعم القيادة الحكيمة أسهم في توفير كل متطلبات نجاح هذه التجربة والتوسع التدريجي في تطبيقها، من كوادر تربوية مؤهلة وصفوف بمواصفات خاصة وبرامج أكاديمية وسلوكية واجتماعية متطورة، مشيدة بجهود المختصين بالوزارة والمدارس وأولياء الأمور فيما تحقق من نتائج مشرفة.

برنامج التأهيل يقدم خدماته للعاطلين

وأوضحت الشيخة رانيا إلى أن برنامج تأهيل وتوظيف الأشخاص ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل هو برنامج لتأهيل وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، تحت رعاية جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل، بالتعاون مع Project Search كجهة استشارية و”تمكين” كجهة داعمة وممولة، وشركة BMMI كجهة مستضيفة للبرنامج.

وأشارت الى أن البرنامج يعد برنامجا وطنيا يهدف الى تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة؛ من أجل إكسابهم المهارات المطلوبة للتوظيف، مردفة أن البرنامج يقدم مع مؤسسة Project Search خدماته إلى الطلبة الخريجين من مركز عاليه ولبعض العاطلين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أنهوا برنامج التأهيل، والذي يستغرق سنة واحدة وسيقدم خدماته إلى نحو 20 شخصا سنويا.

وأكدت أن البرنامج سيكون بادرة قوية لإدماج الأطفال ذوي الاعاقات الخاصة في سوق العمل مضيفة أن برنامج التدريب خاضع لعملية التقييم المستمرة؛ لكي تتسع دائرة مشاركتهم في سوق العمل بصورة أكبر وبأعداد أكثر في السنوات المقبلة، مشيرة أن البرنامج سينطلق بتدريب 20 طالبًا في البداية، متطلعا إلى أن يزيد عدد الطلبة في كل سنة، أن البرنامج هو الأول في الشرق الوسط وسيكون في مملكة البحرين.

شكر يعجز عنه الوصف

وعبر أهالي الطلبة في كلمتهم التي ألقتها والدة الطفل سيد هاشم محمود خلال الحفل عن الشكر الذي يعجز عنه الوصف للعطاء والقلوب الكبيرة التي يبذلها العاملون في المدرسة والجمعية في سبيل تعليم وتطوير فلذات أكبادهم، في تحد منهم لتجاوز كل الصعوبات، للارتقاء بمستوى الطلبة للوصول بهم إلى مرحلة الدمج والانخراط بالحياة العلمية مع بقية أقرانهم، من خلال التعليم والتدريب والتأهيل، والأنشطة الحيوية المتميزة، والمتابعة المكثفة للوصول بهم الى مرحلة الدمج.

شهد الحفل تقديم طلبة مركز ومدرسة عالية للتدخل المبكر العديد من الفقرات متنوعة، والتي تضمنت إلقاء الكلمات والعروض الفنية والأناشيد ومسرحية، والتي عبروا فيها عما يتمتعون به من قدرات ومواهب في مجال الأنشطة الطلابية. ثم قام رياض حمزة بتوزيع شهادات التخرج على الطلبة الخريجين.

من جانبهم، أعرب أهالي الطلبة، في نهاية الحفل عن جل شكرهم وتقديرهم للجهود الفاعلة والمشرفة التي تقوم بها الجمعية والمدرسة وجميع العاملين من المدرسين والمدرسات والمساعدين والإداريين وكل من يعمل من أجل الطلبة في صعيد الاهتمام بأبنائهم من ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل، مثمنين جهود الشيخة رانيا بنت علي آل خليفة في هذا الجانب، وما يلمسونه من اهتمام واحتضان وحسن متابعة منها لكل الاطفال، وحرصها على أتمام عمليات الدمج بنجاح في جميع الجوانب، متمنين للجمعية والمدرسة مزيد من النجاح والاستمرار في خدمة هذه الشريحة في المجتمع.