العدد 3162
الأحد 11 يونيو 2017
banner
مجلس الرئيس... د. عبدالله الحواج
د. عبدالله الحواج
خليفة الإنسان
الأحد 11 يونيو 2017

إنه خليفة بن سلمان، القائد الإنسان، يصل في تمام المواعيد، ليصل المواطن بوطنه، فترتبط أوصال الأمة وأطيافها بحبل سري عميق، لا تفرقه السبل ولا تعيقه التحديات. 

 وصل الأمير الولد حفظه الله ورعاه، إلى موقعه في موعده تماماً عندما وجه الوزراء المعنيين بضرورة الذهاب إلى قرية الدراز؛ لاقتفاء احتياجات مواطنيها، لتتبع أحوالهم، والوقوف على مجريات أمورهم بعد الوضع الذي تعرضت له خلال الشهور الماضية.

المواطن عند سمو الرئيس أغلى ما في الوجود، هو ثروته الحقيقية، وهو أداة التنمية وهدفها النهائي؛ لأنه المكون الصحيح في الوطن الصحيح. 

 لذلك لم يدخر سموه جهدا إلا وبذله في سبيل أن تنعم البلاد والعباد بالأمن والأمان والخير والازدهار. هكذا تعودنا من قائد ملهم يعرف كيف يصون بلاده، كيف يحفظ أرضها وعرضها ودليل وجودها ورمز جدارتها وهو الإنسان. 

 وصل خليفة بن سلمان في الموعد المحدد، جيش وزراءه المختصين، ووضعهم على المحك مع احتياجات قرية يعتقد البعض أنها معزولة عن الحياة، متقطعة الأوصال والمعابر، مجهولة المصير، غامضة الظروف والدروب والاتجاهات، لكن يخطئ من يظن أن الدراز مثلما يتقول عليها بعض الخبثاء أنها أصبحت خارج معادلة التنمية لمجرد أن حدثا أراه عابرا أو ظرفا أظنه طارئا قد دفعت به مقتضيات الأمور لكي يتحقق في عكس اتجاه المرتجى والمأمول. 

 في جميع الأحوال لم يفرق خليفة بن سلمان بين قرية وأخرى، أو بين منطقة ومدينة، أو بين مواطن وآخر، الكل سواسية في الحقوق والواجبات، في المواطنة وعظيم الولاء، والكل سواسية في المسؤولية والبذل والحب والعطاء. 

من هنا ظهر سموه مثلما عودنا لتتقدم إنسانيته جميع المشاهد، وتسبق حنكته ومروءته وكرم أخلاقه مختلف الصعاب. والأوضاع والاعتبارات الدخيلة، فجاء التوجيه السامي في موعده، لتبقى قرية الدراز عزيزة غالية، ومواطنها الذي هو جزء أصيل من الوطن البحريني الأسمى، متناغما مع أسرته الكبيرة ومتفاعلا مع قضاياه الأكبر والأخطر والأهم. 

 إن وحدة التراب مثلما هي وحدة المجتمع، جميعها على منصات التصدي والالتحام، وليست مثلما يتمنى الأعداء بأن الانكفاء خير علاج عند الاختلاف، وإن التشرذم وسيلة مثلى للتعبير عن المواقف والراديكيليات، لذا قطع حكيم زماننا الجميل خليفة بن سلمان الطريق على كل من تسول له نفسه ضرب التراص في الصفوف ودق أسافين الفرقة في وحدة الأمل والمصير، وشق طريقا وعرا وسط بساتين التلاحم المزهرة، فالدراز كالمنامة والمحرق، وكرانة كمدينة عيسى ومدينة حمد، الكل وطن في واحد، والكل واحد في وطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية