العدد 3158
الأربعاء 07 يونيو 2017
banner
العمل في شهر رمضان
الأربعاء 07 يونيو 2017

كنت في ضيافة أحد الأصدقاء من أصحاب الأعمال في مكتبه، وكان مشغولاً في توبيخ أحد عماله الذي يبدو أنه تمادى في اعتباره صائماً إذ إنه لم ينتظم في العمل في الشهر الفضيل ودائم الغياب وهذا ما أثر على إنتاجية العمل وسيره.

استنكار صاحب العمل وصراخه كان مبرراً من قبله بالمقارنة بين هذا العامل المتهم بالتكاسل وباقي العمال المنتظمين في العمل رغم صيامهم. كان يؤكد صاحبي أن الصيام ليس مبرراً لعدم الانتظام في العمل وأن هذا العامل الماثل أمامه مخطئ إلى حد كبير!

في الحقيقة، لا أود تغليب كفة على أخرى؛ فالصائم عن الطعام لا يجب أن يُهمل عمله بحجة الصيام، ورب العمل له الحق في أن يؤدى العمل كما يريد ويحقق الإنتاجية المطلوبة، لكن هل الصيام حجة مقنعة فعلاً تؤثر على الإنتاجية في شهر رمضان؟!

هنا نأتي إلى التفريق بين الأعمال المجهدة والأعمال التي لا تتطلب جهداً عضلياً ربما، لكن يُقال أيضاً إن الجهد العقلي والذهني يأخذ من طاقة الإنسان جزءاً وفيراً، وبالتالي نعود لنسأل هل هذه حجة حقيقية ومقنعة بالفعل كي لا يؤدي الصائمون أعمالهم بذات الإنتاجية التي اعتادوها في بقية أشهر السنة؟

ما أود الإشارة إليه في هذا المقال، هو أننا أمام مسؤوليات لا يمكن أن نتهاون بها بحجة أننا صائمون؛ فالعمل مسؤولية، وليس من الأخلاق أن نؤخره أو نهمله. 

أعرف عددا كبيرا من الموظفين الذين يفضلون الخروج في إجازات سنوية خصوصا في شهر رمضان، لعلهم اعتادوا ذلك للتفرغ إلى العبادة أو لأنهم يدركون عدم مقدرتهم على المواظبة في العمل بسبب طبيعة الشهر الفضيل التي تفرض عليهم السهر ولربما الانشغال الكثير في استعدادات العيد وما شابه. 

أعتقد أن أرباب العمل عليهم أن يلتمسوا العذر في أحيان للجانب الإنساني في الموضوع وأن يكونوا رفقاء قدر الإمكان بموظفيهم، وفي المقابل، على الموظفين أن يلتزموا في أعمالهم فهذا هو روح الصيام فإنه لم يُسن إلا لتكتمل به الأخلاق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .