في نهاية الأسبوع الأول من رمضان تجتمع العائلات الأردنية معاً على مائدة الطعام بعد أسبوع من العمل والصيام، لكن ما يميز تجمعاتهم هذه هى وجبة "المنسف" التي تحتفظ بمكانتها على المائدة الأردنية لعقود من الزمان.

وعلى مدار عقودٍ طويلة، بقيت مكانة المنسف الأردني محفوظة لدى شريحةً واسعة من المواطنين الأردنيين، ليصبح تناوله وبكثرة في شهر رمضان من العادات والتقاليد الأردنية المتعارف عليها.

ودائمًا ما يحصل المنسف على المركز الأول في قائمة الأطمعة المفضلة لدى الأردنيين، متفوقاً على المقلوبة والمسخن التي تعتبر من الأطعمة الشعبية المعروفة في الأردن.

"المنسف" طبق غذائي بامتياز، انفرد الأردن به منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة، وهناك علاقة وثيقة ما بين الأردني والمنسف، الذي يمثل حالةً رمزية لتكريم الضيف في الأردن.

ويعطي المنسف قيمةً غذائية كبيرة فهو يعتبر 'عالي الدسم'، من النوع الذي يفضله معظم أبناء الشعب الأردني، ومن كلا الجنسين.  ولبن المنسف غني بالكالسيوم وفيتامينات بـ'ب1 وب3 وب6 وب12'، كما أنه يعمل كمضاد للأكسدة والالتهابات ويمنع تكوين خلايا سرطانية، وتمثل اللحوم الحمراء مصدراً أساسياً للبروتينات، والمعادن كالحديد والفسفور والزنك والنحاس.

ويضع الأردنيون شروطاً يصفها البعض بالصعبة، أثناء تناول "المنسف"، فمن العادات المعروفة عدم أكل المنسف بكلتا اليدين، واستخدام يد واحدة، هي اليمين، مع وضع اليد اليسرى خلف الظهر، واقتصار اليد على ثلاثة أصابع وليس جميعها. والمنسف الأردني عبارة عن أرز، ولبن جميد، ولحم بلدي، وصنوبر وبقدونس للزينة، وخبز شراك، يكون في أسفل وأعلى المنسف.