العدد 3156
الإثنين 05 يونيو 2017
banner
ماذا قال زيدان للاعبيه في الاستراحة؟!
الإثنين 05 يونيو 2017

سيبقى “الانقلاب الأبيض” لريال مدريد على يوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا 2017 لغزا محيرا سيشغل متابعي كرة القدم خلال فترة طويلة من عمر الزمن.
وتثير الخسارة الرباعية القاسية ليوفنتوس المحصن بمتاريس دفاعية صلبة وحراسة مخضرمة التساؤل؛ فكيف للفريق الذي انتزع التعادل الإيجابي من الريال في ظرف دقائق قليلة من تأخره بهدف، ونجح بعدها في فرض هيمنته على الكثير من مجريات الحصة الأولى، أن يعود في الحصة الثانية بطريقة مغايرة وهزيلة؟ 
والأكثر من ذلك، كيف ليوفنتوس الذي كان يحتفظ بالرقم الأقل على مستوى تلقي الأهداف، أن يتلقى 3 أهداف دفعة واحدة في 45 دقيقة فقط ما يعادل عدد المرات التي اهتزت فيها شباكه طوال مشواره في البطولة!؟ 
أليست مسألة محيرة أن يتلقى فريقا إيطاليًّا بحجم يوفنتوس هذا العدد الكبير من الأهداف في مباراة نهائية بخلاف ما عرف عنه وعن صلابة الدفاع الإيطالي وقدرته على شل حركة الخصوم وإخراجهم من المعادلة التهديفية؟ 
إنها بالفعل أسئلة تستحق الطرح والمناقشة والبحث عن أجوبة مقنعة تشرح أسباب تهاوي طموح السيدة العجوز في التتويج الثالث بدوري الأبطال، لكن علينا أن نكون واقعيين ونتساءل أولاً: أي فريق كان يمكن أن يصمد أمام شخصية الريال التي فرضها على يوفنتوس في الشوط الثاني؟ 
إنه السؤال الذي يجب أن ينشغل به عباقرة كرة القدم وقبل أن يتحفوا البشرية بالإجابة، عليهم أن يتساءلوا عن الكلمات التي قالها المدرب الفرنسي زين الدين زيدان لنجومه في غرفة الاستراحة، إذ يبدو أنها هي ما قلب المعادلة.
مفعول زيدان
نجم الريال كريستيانو رونالدو يؤكد وجود مفعول قوي لزيدان، وذكر بعد التتويج أن مدربه الفرنسي أجرى حديثا إيجابيا مع اللاعبين بين شوطي المباراة، قبل أن يضيف “إنه يعرف أننا فريق جيد للغاية وفي الشوط الثاني أثبتنا ذلك”.
وظهر ريال مدريد بصورة لافتة في القسم الثاني من المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام يوفنتوس وفرض نفوذه على أرضية الملعب حتى بدا أنه يخوض مباراة تدريبية وليس نهائية في أهم بطولات الكرة على مستوى الأندية في العالم!
والظاهر أن الريال استطاع بفضل صبره في الشوط الأول وهدوئه في الشوط الثاني أن يحول سير المباراة لصالحه، وأن يتلاعب بخصمه اليوفنتوس ذهنيا وبدنيا مما أربك تكتيك اليغيري المحكم في بداية المباراة وقبل أن يطلق الحكم الألماني صافرة الاستراحة.
وقد يكون زيدان تعمد إيقاع منافسه المدرب اليغيري في الفخ ودفعه لاستنفاذ أكبر قدر من مجهود لاعبيه البدني في الحصة الأولى بعدما بدا له أن الفريق الأبيض غير قادر على كسر قانون حظر التجول في المناطق المحرمة، وهو الأمر الذي شجع الفريق المخطط على التقدم في محاولة لإحكام السيطرة على مجريات المباراة ونتيجتها.
خطة محمد علي كلاي
غير أن الريال كانت لديه خطة شبيهة بتكتيك محمد علي كلام في مباراته الأسطورية أمام خصمه المتوحش فرومان بالعام 1974، عندما صمد أمام اللكمات الهائلة طوال 7 جولات ليسقط خصمه بعدما استنزف طاقته في الجولة الثامنة في واحدة من أدهى النزالات في تاريخ الملاكمة.
ولعب الريال بخطة مقسمة على شوطين، الأولى الصمود أمام هجمات اليوفي المنتشي بالتعادل والواثق من قدراته الدفاعية، والثانية الإجهاز على اليوفي المجهد والمنهك، فتغير الحال في الدقيقة 46 من عمر النهائي الواعد.
ولأن الريال يضم في صفوفه لاعبين بجودة عالية من أمثال الحارس نافاز وايسكو ورونالدو إضافة إلى آخرين لم تتوقع منهم أدوار هجومية مثل المدافع كازيميرو، استطاع الفريق الإسباني أن يخلق الفرص ويحرز أهدافا لا تصد ولا ترد حتى من العملاق بوفون.
وجاء هدف ريال مدريد الأول من أول فرصة حصل عليها رونالدو، وثاني هدف من كرة مقطوعة تهادت أمام كازيميرو فأطلقها قذيفة ساحقة ارتطمت في الدفاع واستقرت في المرمى.
الضرب في الميت 
أما الهدف الثالث فقد كان بلمسة قاتلة من كريستيانو وهي رصاصة الرحمة التي استقرت في خاصرت السيدة العجوز التائهة في كارديف، أما الهدف الرابع فلم يغير من حال المباراة؛ لأنه جاء في وقت أصبح فيه “الضرب في الميت حرام”.
إلا أن البديل ماركو اسينسيو أراد أن يسجل حضوره الشرفي في هذه الموقعة التاريخية، وقدر له أن يحصل على تمريرة رائع من مارسيلو في الدقيقة قبل الأخيرة من عمر النهائي الكارثي على أيقونة حراسة المرمى الإيطالية الذي بدت نظراته حائرة.
ولم يكن بوفون اللاعب الوحيد الذي كانت نظراته مشدوهة وإنما شاركه زملاؤه والكثير من المشجعين حول العالم، فقد كان الريال مدهشا بالفعل وأكد للجميع أنه يستحق الحفاظ على اللقب والفوز للمرة 12 في تاريخه بدوري الأبطال؛ ليفند كل الأقاويل التي أثيرت حول الحظ والتحكيم التي اتضح أنها مجرد تبريرات يتحجج بها الضحايا والخاسرون.. ليبقى الريال وزيدان أكبر الرابحين في نهاية المطاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية