+A
A-

أطباء لـ“البلاد”: بحرينيون يطلبون عمليات تجميل غريبة... وشفرة “دايفنشي” المعيار

تظهر مؤشرات أن عالم عمليات التجميل دخل مرحلة متقدمة جداً في إمكاناته وتقنياته، وبات بإمكان عشاق “المويلز” و”التقليعات” إجراء ما يرغبون به من تغييرات على الجسد بلغت حد التشبه بالحيوانات. 

وأصبح بإمكان عشاق القطط مثلاً الحصول على عينين تشبهان هذا الحيوان الأليف عبر إجراء عمليات لتغيير شكل الجفون والحواجب في إيران ودول أخرى.  

ورصت “البلاد” حساباً خليجياً على موقع “انستغرام” يفوق عدد متابعيه النصف مليون، ويسوق لعمليات تجميل غاية في الغرابة، ويضع عناوين للتواصل مع أطباء وعيادات في دول مجاورة وأخرى غربية.

ويسوق الحساب الذي يحمل علم دول خليجية، لعمليات “عين القط” و”تاتو” داخل العين و”نمش الوجه”، وخلق “غمازات” على الوجنتين، وإمكان تغيير لون العين بشكل دائم، بل وصلت لحد الترويج لإمكان نحت عظام القفص الصدري وكسر جزء منها للحصول على “خصر نحيف”. 

ونظرا لما يحصده الحساب من تفاعلا واسع يصل لأكثر من ألف تعليق على بعض الصور والإعلانات ومن أشخاص ينتمون لذات البيئة والعوامل الثقافية، قررت “البلاد” إجراء هذا التحقيق لمعرفة مدى انتشار هذه الأفكار والميول الغريبة بين أوساط الشباب البحريني.  

 

رغبات وقتية

من جهته، قال رئيس الرابطة البحرينية لجراحي التجميل عبدالشهيد فضل: إن بعض من المترددين على عيادات التجميل في البحرين يطلبون عمليات غريبة وخطرة، غير أن الأطباء المحليين لا يستجيبون لهذه الرغبات العابرة، فنحن ملتزمون بالمعايير العلمية والمواثيق الأخلاقية.

وأكد في تصريح لـ “البلاد” أن جراحة التجميل علم قائم بذاته، وهنالك معايير للجمال وعلاقة بين مختلف أعضاء جسد الإنسان، وعلى هذه الأسس يتقرر ما إذا كان التجميل ضرورة أم تحسينا أم مجرد رغبات وقتية عابثة. 

وأردف: إن أي خطوة تجميلية يجب أن تأخذ جزئية “تناسب الأعضاء بجسد الشخص” في الاعتبار، ولابد أن يكون “الجزء أو المنطقة” مريحاً لعين الناظر. 

ولفت إلى أن هذه المعايير تنطبق على جميع العمليات و“الشفاة” عند تكبيرها مثلا، مهم أن تكوم مريحة لعين الناظر، والأهم أن تكون متناسبة مع المعايير الدولية، فالتجميل علم واضح ومتكامل ومرتبط بمقاييس. 

 النسبة الذهبية 

ولفت إلى أن أطباء التجميل يعتمدون عالميا بما يعرف بالنسبة الذهبية أو “شفرة دافنشي” نسبة إلى الفنان والمهندس الشهير ليناردوا دافنشي.

وشدد على أن عمليات التجميل يفترض ألا تؤثر على وظائف الأعضاء، بل يجب التركيز على الوظيفة قبل الشكل (الأنف مثلاً).

توضيحاً لما يطلبه المجتمع في البحرين من طلبات غريبة في عالم التجميل، قال: تطلب بعض الفتيات “غمازات” في الخد، وأنا أرفض إجراء جراحة لهذا الغرض. 

 سلة سيف 

وأضاف: إن “الغمازات” عبارة عن عيب خلقي يودي إلى وجود عضلة أقصر من الطول الطبيعي في الوجنة مما تعطي شكل الغمازة عند الحركة، ولذا فمن الصعب خلق غمازة طبيعية وجميلة بتدخل جراحي. ولفت إلى أن بعض النسوة والفتيات يأتين بطلب تجميل الأنف ليصبح “سلة سيف”، وهن يتميزن بوجه عريض نسبياً، ولذا أرفض إجراء العملية سعياً لبلوغ هدف لن يكون متناسباً مع ما باقي أجزاء الجسد.  واستطرد قائلاً: بعض الفتيات أيضا تطلب “فتحات أنف” ضيقة جداً، فارفض إجراء علميات سيكون نتاجها “غير مريح” للتنفس وغير متناسق أيضاً. 

 المنطق 

وعبر فضل عن رفضه القاطع لما يعرف بعمليات “نحت عظام الخصر” أو إزالة أحدها للحصول على خصر أكثر، مشيراً إلى خطورتها، وأن التجميل يجب أن يبقى في إطار ما هو منطقي ومطابق للمعايير العالمية. 

وبحسب الطبيب أحمد العصفور، فإن 60 % من الحالات التي تطلب التدخل الجراحي التجميلي تعد ضرورية، وهي تشمل المصابين بحوادث أو حروق أو الأمراض الجلدية، وغيرها.  

ولفت إلى أن قرابة 40 % من عمليات الجميل المجراة محلياً تدخل في إطار تحسين المظهر كشفط الدهون وشد البطن ونحت الجسد، وذلك بعد الولادة أو نتيجة انخفاض سريع في الوزن. 

شد الوجه 

وأشار العصفور إلى وجود إقبال واسع على تجميل الوجه في البحرين، ولكن دون تدخل جراحي عبر استخدام “الليزر” و”الفيلر” و”البوتكس”.

وأوضح العصفور أن هنالك طلبا جيداً لإجراء عمليات شد الوجه وتحديداً بين الفئات الأكبر سنا (50 فما فوق) ويشمل النساء والرجال أيضاً.

وأضاف: إن تكلفة عمليات شد الوجه في البحرين تتراوح بين ألفين و5 آلاف دينار.

وأكد وجود طفرة في الطلب على عمليات التجميل عما هو الحال في فترة التسعينات والعقد الماضي، مرجعا هذا التوجه المتزايد لتوافر تقنيات أكثر أمانا، وتنامي اهتمام المرأة بذاتها، وتطور الإمكانات المادية للناس. 

 إيران وتركيا 

وبالنسبة للخيارات والوجهات المفضلة لدى البحرينيين، قال العصفور: إن تركيا وإيران مشهورتان في زراعة الشعر وعمليات الأنف، كما أن تايلند والسعودية ودبي وجهات معروفة في هذا المجال. وأردف: رغم توافر خيارات متنوعة، غير أن كثيرا من البحرينيين يفضلون إجراء الجراحة في وطنهم وبين ذويهم، وعلى يد طبيب يعرفونه على نحو جيد.   

 انحراف 

وبالنسبة لطالبات بعض زائري العيادات التجميلية من عمليات خارجه عن المألوف، أشار الطبيب العصفور لورود طلبات وأسئلة تتعلق بتغيير لون العين، واصفاً عمليات “عين القط” بـ “الشاذة”. وأردف: هذه ليست عمليات، بل انحراف عن الخط العلمي، وهنالك إشكالات شرعية وعقلية، ويرفضها المجتمع العلمي. هنالك بعض الطلبات التي تستدعي تحويل الشخص لدراسة دوافعه ومدى عقلانيتها.  

 

تغيير “شكل العين” يجرى خارج البحرين

شابة عشرينية لـ“البلاد”:“خشمي كبير ومعفس”.. و“سويت” تجميل في شيراز

وفي إطار استكمال هذا التحقيق، تحدثت “البلاد” إلى شابة بحرينية دخلت عالم التجميل قبل أشهر، وأجرت عملية لأنفها، ولكن خارج المملكة وذلك في محاولة للدخول لهذا العالم والتعرف عليه من جانب آخر.

تقول (س.م) البالغة 25 عاماً: أجريت عملية لـ “خشمي” في إيران وتحديداً في “شيراز”، فـ “خشمي كبير ومعفس”، كنت أشعر بوجود خلل يحتاج إصلاحا.   

وتتحدث عن اختيارها “شيراز” كوجهة لإجراء خطوة مهمة وحساسة كهذه، قائلة: “ناس واايد نصحوني في إيران”، ولن تجدي أفضل منها لعمليات الأنف.

وتشير إلى أن اختيار العيادة لإجراء العملية تم عن طريق مباشر وعبر الإنترنت وموقع إلكتروني مخصص لها، ووجدت لها سمعة طيبة، وعليه قررنا “أنا وابنة خالتي وجهتنا”. 

وتردف: قضينا يومين بعد وصولنا، ثم زرنا العيادة الطبية وتحدثنا إلى الأطباء الموجودين، و”العيادة كانت متروسه ناس” وهذا الواقع شجعنا أكثر، واخترت الطبيب سريعاً، وأجريت العملية.   

وتستحضر (س.م) صعوبات التجربة (العملية) التي خاضتها قبل 9 أشهر من الآن، وأبرزها “الألم” و”صعوبة التنفس” والحاجة للرعاية بعيداً عن الأهل والوطن.

وتردف: عامل التكلفة كان حاضراً في قراري أيضاً، فسعر العملية يقارب الـ 800 دينار، وتحملت مصاريف السفر بنحو 400 دينار، ولو أجريتها في البحرين لكلفتني بين 2500 و3000 دينار (أي بمقدار الضعف).

وتعبر عن رضاها الكبير عما وصلت إليه من نتيجة بعد مرور أشهر “أجل راضية جداً “، ولم أر نتيجة مماثلة قبلاً. 

وتفصيلاً عمَّا يدور في عالم تجميل الشابات البحرينيات: تتحدث (س.م) عن عدد - ليس ببسيط - لبحرينيات أجرين عمليات في الأنف، دون نسيان “الفيلر” والبوتكس” في الوجه.  

وتضيف: سمعت أيضاً عن بحرينيات أجرين عمليات لـ “سحب العين” لتغيير شكلها، وتوارد مسمعي ما يعرف عملية بـ “عين القط”، ولكنها لا تجرى داخل البحرين، وقد تأتي في المستقبل القريب.