+A
A-

حصيلة ضحايا اعتداء لندن ترتفع الى 7 قتلى

ضرب اعتداء جديد مساء السبت وسط لندن حيث قام ثلاثة مهاجمين على متن شاحنة صغيرة بدهس حشد على جسر لندن بريدج ثم هاجموا مارة بالسكاكين موقعين سبعة قتلى، قبل ان تقتلهم الشرطة.

وقالت الشرطة انها تتعامل مع هذه الهجمات الجديدة التي تأتي قبل خمسة ايام فقط على الانتخابات التشريعية في بريطانيا، على انها "اعمال ارهابية".

وبعد هجوم هو الثالث الذي تشهده بريطانيا في اقل من ثلاثة اشهر، اعلنت الاحزاب السياسية تعليق حملاتها الانتخابية لنهار الاحد، وستستأنف الاثنين، بينما أكدت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أن الانتخابات التشريعية ستجري كما هو مقرر الخميس 8 حزيران/يونيو.

عاش الموقعان السياحيان اللذان شهدا الاعتداء في قلب لندن كابوسا ليل السبت الاحد، إذ اغلقت محطات مترو الأنفاق والشوارع المحيطة فاضطر الناس للبقاء في المطاعم والحانات، بينما كانت تسمع صفارات سيارات الشرطة المسرعة.

وقال الساندرو لشبكة بي بي سي "رأيت شاحنة صغيرة تتحرك بسرعة يمينا ويسارا لتصدم اكبر عدد من الناس، وكان الناس يجرون لمحاولة الهرب منها".

من جهته، قال جيرار للبي بي سي "كانوا يطعنون الجميع وهم يهتفون +هذا باسم الله+"، مؤكدا انه شاهد امرأة تسقط. واكد ايريك وهو شاهد آخر تحدث عن "مجزرة"، انه سمع هذا الهتاف ايضا.

اما دي (26 عاما) التي تقيم في لندن، فاكدت انه "هجوم ارهابي أنا أكيدة من ذلك. رأيت شاحنة صغيرة تصدم الحشد على لندن بريدج ثم رجلا يشهر سكينا وهو يتوجه الى حانة".

ووقع الهجوم الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه حتى صباح الاحد، بعد دقائق من انتهاء المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا في كرة القدم، التي تجمع عدد كبير من المشاهدين لمتابعتها على شاشات كبيرة في حانات الحي.

- شجاعة -

قالت الشرطة في بيان انها تلقت اتصالا عند الساعة 22,08 (21,08 ت غ) على اثر شهادات تحدثت عن مركبة دهست حشدا على الجسر. وتوجهت الشاحنة الصغيرة بعد ذلك الى حي بورو ماركيت. واضافت ان المهاجمين تركوا الآلية هناك وقاموا بطعن عدد من الاشخاص بينهم ضابط في شرطة النقل اصيب بجروح خطيرة.

وتابعت الشرطة في بيانها ان عناصرها "ردوا بسرعة متصدين بشجاعة لهؤلاء الافراد الثلاثة الذين قتلوا في بورو ماركيت" الحي المجاور للندن بريدج حيث قام المهاجمون بصدم حشد بشاحنة صغيرة، مؤكدة ان المهاجمين قتلوا في الدقائق الثماني التي تلت اول اتصال تلقته الشرطة.

وأوضحت ان "المشتبه بهم كانوا يرتدون ما يشبه سترات ناسفة، تبين انها مزيفة"، داعية الى تجنب التوجه الى الاحياء التي جرى فيها الهجوم للسماح لرجال الانقاذ بالقيام بعملهم.

كما اعلنت زيادة عديد افرادها في لندن في الايام المقبلة، بينما ستشهد بريطانيا في الثامن من حزيران/يونيو انتخابات تشريعية. وذكرت مصادر رسمية ان جسر لندن بريدج سيبقى مغلقا ليلا بينما تم تطويق ثلاثة مستشفيات في وسط لندن.

ونقل نحو خمسين جريحا الى خمسة مستشفيات، كما اعلنت اجهزة الاسعاف التي قالت انها عالجت عددا من المصابين بجروح اقل خطورة في المكان.

وجرح اربعة فرنسيين اصابة احدهم "بالغة"، كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لورديان عبر اذاعة "فرانس انفو".

وفي واشنطن، اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اكد لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "الدعم الكامل" للولايات المتحدة بعد "الاعتداء الارهابي الوحشي"، وذلك في اتصال هاتفي جرى ليل السبت الاحد.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأحد ان فرنسا تقف "أكثر من أي وقت مضى الى جانب بريطانيا". وقال ماكرون في تغريدة "في مواجهة هذه المأساة الجديدة، تقف فرنسا اليوم اكثر من اي وقت مضى الى جنب بريطانيا. أفكر في الضحايا وأقاربهم".

وأكد المستشارة الألمانية انغيلا ميركل وقوف المانيا "بثبات" الى جانب بريطانيا.

كذلك دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاحد الاعتداء الذي وصفه بانه "ارهابي" وقدم "خالص تعازيه" الى الشعب البريطاني وفق الكرملين.

 

ثالث اعتداء

اكد رئيس بلدية لندن صادق خان انه "ليس هناك اي مبرر ممكن لمثل هذه الاعمال الوحشية". اما زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن، فقد قال انه "يفكر في الضحايا وعائلاتهم".

وقال خان انه سيشارك صباح الأحد في اجتماع طارىء للحكومة لمناقشة الاعتداء.

وهذا الاعتداء هو الثالث الذي تشهده بريطانيا في ثلاثة أشهر. ففي 22 آذار/مارس الماضي قام رجل بدهس مارة على جسر وستمنستر فقتل اربعة اشخاص. وقتل المهاجم خالد مسعود وهو بريطاني اعتنق الاسلام.

بعد شهرين وقع اعتداء اسفر عن سقوط 22 قتيلا واكثر من مئة جريح عندما فجر بريطاني من اصل ليبي نفسه في مانشستر في نهاية حفلة غنائية للمغنية اريانا غراندي.

ويفترض ان تشارك غراندي في حفلة غنائية خيرية الاحد تكريما لضحايا اعتداء مانشستر. وقد كتبت على تويتر "أصلي من اجل لندن".

وتبنى اعتداء مانشستر تنظيم الدولة الاسلامية الذي يضاعف هجماته في أوروبا بينما يتكبد خسائر في سوريا والعراق.

وكانت تيريزا ماي رفعت بعد اعتداء مانشستر مستوى التهديد الارهابي في بريطانيا الى الدرجة القصوى، قبل ان تخفضه مجددا قبل أسبوع بدرجة واحدة تشير الى "احتمال كبير" بوقوع اعتداء.