+A
A-

"أم الألعاب" تسطع في سماء باكو وتحلق في الصدارة بـ 19 ميدالية

منتخب الرماية يكسب ذهبية ثمينة على حساب المستضيف

باتيروف يعوّض إخفاقه في أولمبياد ريو 2016 ببرونزية تاريخية

مشاركة ناجحة بفضل دعم الأولمبية وتخطيط الاتحادات الرياضية

 

حققت مملكة البحرين إنجازًا تاريخيًّا غير مسبوق بدورة ألعاب التضامن الإسلامي الرابعة التي اختتمت مؤخرًا في العاصمة الأذربيجانية باكو، بعدما أحرزت المركز الأول عربيًّا والخامس في الترتيب العام من بين 54 دولة إسلامية مشاركة بعدما حصدت 21 ميدالية ملونة بينها 12 ميدالية ذهبية و5 ميداليات فضية و4 ميداليات برونزية لتحقق مركزًا متقدمًا بالمقارنة مع النسخة الماضية التي أقيمت في اندونيسيا 2013 والذي حققت خلاله البحرين المركز الحادي عشر من بين 37 دولة مشاركة بحصولها على 7 ميداليات ملونة فقط.

وتألق أبطال وبطلات ألعاب القوى الذين خطفوا المركز الأول في مسابقة أم الألعاب بكل جدارة واقتدار، بعدما حصدوا 19 ميدالية من بينها 11 ميدالية ذهبية و5 ميداليات فضية و3 ميداليات برونزية لتثبت رياضة أم الألعاب بأنها الدجاجة التي تبيض ذهبًا للبحرين بفضل الإمكانيات الرفيعة التي يتمتع بها عداؤونا وما يحظون به من رعاية واهتمام من رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة.

وكان للجنة الأولمبية الدور البارز والمؤثر في تحقيق هذا الإنجاز في ظل ما وفرته البعثة الإدارية من ظروف مثالية لإتاحة الفرصة أمام لاعبي منتخباتنا الوطنية للتألق والتميز لتنجح المشاركة من جميع النواحي بعدما عادت بعثتنا بحصيلة وافرة من الميداليات الملونة.

"البلاد سبورت" قلبت صفحات تلك المشاركة التاريخية في الألعاب الثلاث (ألعاب القوى، الرماية، المصارعة) للحديث عن تفاصيل المشاركة البحرينية الثالثة في الدورة التي تعتبر واحدة من أهم التظاهرات الرياضية في العالم.

 

ألعاب القوى.. نجوم ساطعة

سطع نجم ألعاب القوى البحرينية بشكل لافت في الدورة بعدما حصدت الغلة الأكبر من الميداليات لمملكة البحرين في الدورة لتبرهن من جديد عن مكانتها البارزة على الساحة العربية والإقليمية والقارية والدولية، حيث زلزل أبطالنا استاد باكو الأولمبي والتهموا الذهب ليسطروا ملحمة تاريخية عظيمة، كما أن المكسب الأكبر من وراء تلك المشاركة لم يقتصر على تحقيق الميداليات الذهبية وإنما تحقيق الأرقام التأهيلية لبطولة العالم لألعاب القوى التي ستقام في لندن بشهر أغسطس المقبل، بعدما نجحت سبع عداءات في تحقيق الأرقام التأهيلية وهن العداءتان روز جيلمو وشيتاي أشيت الرقم التأهيلي لسباق 10 آلاف متر للسيدات، وأحرزت العداءتان أولكيمي وسلوى عيد الرقم التأهيلي لسباق 400 متر للسيدات، وتمكنت العداءة أديدونغ من تحقيق الرقم التأهيلي لسباق 100 متر للسيدات، وأخيرًا استطاعت العداءتان روث جيبيت وتايجست مكونان من تحقيق الرقم التأهيلي لسباق 3 آلاف متر موانع.

بالإضافة إلى ثمانية عدائين حققوا الأرقام التأهيلية لبطولة العالم في استحقاقات سابقة وهم العداء إبراهام شيروبين في سباق 10 آلاف متر للرجال، وكلا من العداءة يونيس كيروا، العداءة روز جيلمو، يونيس جومبا، العداء إيزك كورير، العداء أليمو بكيلي، العداء حسن شاني في سباق الماراثون للرجال والسيدات، بالإضافة إلى تأهل كيمي في سباق 400 متر حواجز، وبهذا بلغ عدد العدائين المتأهلين إلى بطولة العالم في مختلف المسابقات إلى 13 عداءً وعداءة.

وأجاد الاتحاد البحريني لألعاب القوى التخطيط بكل براعة لدورة ألعاب التضامن الإسلامي عندما انتقى العدائين والعداءات القادرين على تحقيق المراكز الثلاثة الأولى وهو ما حصل بالفعل عندما استحوذ أبطالنا على الميداليات الملونة، كما مثلت هذه المشاركة بمثابة محطة استعداد قوية لبطولة العالم والاستحقاقات القادمة وشكلت فرصة مثالية للأجهزة الفنية للتعرف على قدرات العدائين والعداءات، وذلك بسبب قوة المنافسة وارتفاع المستوى الفني حيث يرى البعض أن مسابقة ألعاب القوى في الدورة كانت أكثر شراسة من دورة الألعاب الآسيوية لأنها ضمت نخبة من أبرز عدائي العالم الذين يمثلون 3 قارات.

 

الرماية.. ذهبية مستحقة

حرص منتخبنا الوطني للرماية للرجال والسيدات على أن لا تكون المشاركة من أجل المشاركة في دورة ألعاب التضامن الإسلامي، حيث عوض المنتخبان إخفاقهما في مسابقتي الفردي والفرق للرجال والسيدات بتحقيق ذهبية الشوزن سكيت في مسابقة الزوجي المختلط والتي جاءت عن طريق اللاعبة مريم حساني وحسن المالكي اللذين أطاحا بمنتخب أذربيجان صاحب الأرض والجمهور في النهائي ليحقق المركز الأول وميدالية ذهبية تاريخية في سجلهما الشخصي وسجل لعبة الرماية بدعم من نائب رئيس الاتحاد البحريني للرماية الشيخ حمد بن راشد آل خليفة الذي كان حاضرًا لمؤازرة ودعم الرماة.

 

المصارعة.. برونزية تاريخية

كانت الآمال معقودة على المصارع آدم باتيروف لتحقيق المركز الأول والميدالية الذهبية في وزن 70 كغ بصفته بطل آسيا، لكنه هزم من المصارع الإيراني في نصف النهائي متأثرًا بنقص اللياقة البدنية والإنهاك الذي أصابه بسبب عدم وجود وقت كاف للراحة بين كل نزال، ومع ذلك فإنه حقق المركز الأول والميدالية البرونزية ليحرز أول ميدالية لمملكة البحرين بعد إخفاقه في أولمبياد ريو 2016، وهو ما يعكس صلابته ورغبته الكبيرة في تمثيل الوطن خير تمثيل ويجسّد صحة قرار اتحاد فنون القتال المختلطة لترشيحه من أجل حصد ميدالية ملونة، وربما تكون تلك الميدالية بمثابة البداية من أجل حصد إنجازات أكبر لرياضة المصارعة التي تنضوي تحت مظلة اتحاد فنون القتال المختلطة.