بالرغم من كل تلك النداءات المتكررة والحرص الخليجي على علاقات أخوية مع إيران التي تقوم على أساس عرقي طائفي لا تقبله الأمم المتحضرة ذات التاريخ الحضاري الإنساني ولا تقبله الأديان التي ترتكز على مبدأ التسامح والسلام واحترام الآخر، نجد أن العصبية العرقية والروح الطائفية تغلغلت في عقول وقلوب منظري الثورة، وعلى رأسهم ما يمكن أن نطلق عليهم صقور التعصب العرقي والطائفي، وأحلامهم في احتلال البلاد العربية وقيادة العالم الإسلامي، فصقور التعصب العرقي والطائفي في إيران دعموا احتلال العراق وتنصيب حكومة طائفية موالية لهم، وتورطوا في دعم المنظمات الإرهابية التي أعلنت البحرين إلقاء القبض على بعض منها، وشق الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، وزعزعة استقرار لبنان عبر الوكيل الإيراني حزب الله، ودعم الحوثيين المؤمنين بمشروع إعادة احتلال كسرى أرض اليمن. كل تلك التدخلات الإيرانية بالخليج والبلاد العربية، تبقى هاجسنا الكبير في الخليج.

لقد آن الأوان لكل إنسان خليجي، يؤمن بأن هناك من يستغل اسم آل البيت عليهم السلام، لكي يحقق مصالحه السياسية والطائفية، وأن هناك من يستغل اسم الصحابة لمصالحه التكفيرية كما تفعل القاعدة وداعش، أن يقف بكل قوة ضد صقور التعصب العرقي والطائفي في الخليج والعالم العربي. كما أن على الخليجيين، إعلاميين وسياسيين ومفكرين ورجال دين، أن يبعثوا رسالة واضحة لهؤلاء، مفادها أننا كعرب أسياد الخليج وأسياد الشرق الأوسط، وأن كل من سيحاول من الآن المساس بأمن ووحدة شعب الخليج سوف يدفع الثمن غاليا، خصوصا أننا كشرنا عن أنيابيا بعد عاصفة الحزم، وما سيعقبها من فصول لهذه العاصفة، ونعني التحالف الإسلامي الأخير.