العدد 3127
الأحد 07 مايو 2017
banner
خطوة كبيرة خارج الصندوق
الأحد 07 مايو 2017

التسامح هو حجر الزاوية للسلام... هكذا استهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلانه عن اختيار المملكة العربية السعودية قبلته الخارجية الأولى، في زيارة تاريخية فريدة تشير إلى بداية حقبة جديدة للعلاقات الأميركية بالمنطقة.

الرؤساء الأميركيون المتعاقبون استخدموا الزيارات الخارجية منذ أوائل القرن الماضي لتوجيه رسالة ضمنية إلى العالم تبين خط السياسة الخارجية لأكبر قوة على وجه الأرض، والمسار الدبلوماسي الذي قررت إدارتها أن تسلكه، ويبدو أن إدارة ترامب اختارت مسارا يتسق مع مقاربة السعودية ومجلس التعاون تجاه التحديات الأمنية والأزمات التي تشهدها المنطقة.

دائما ما تكون أهم زيارة خارجية لرئيس أميركا هي أولها، وفي حالة ترامب، الذي جاء من خارج المنظومة الحكومية وليس له سجل سياسي يمكن أن يستقي منه المحللون توجهاته الدبلوماسية، يكون للزيارة الأولى وزن أثقل من مجرد كونها تحمل دلالة رمزية. 

4 حالات فقط خرجت فيها الزيارة الأولى عن نطاق الأميركتين منذ أن تفقد تيودور روزفلت إنشاء قناة بنما بأول زيارة خارجية في تاريخ الرئاسة الأميركية؛ الأولى أجراها وودرو ويلسون إلى فرنسا للمشاركة في مؤتمر باريس للسلام عقب الحرب العالمية الأولى، والثانية عندما زار هاري ترومان بلجيكا معلنا نهاية الحرب العالمية الثانية، والثالثة زيارة ريتشارد نيكسون بلجيكا أيضا لحضور اجتماع مجلس شمال الأطلسي، أما الرابعة فكانت لبريطانيا عندما حضر جيمي كارتر قمة مجموعة السبع.

كل حالة مما سبق كان وراءها أمر جلل، بيد أنه لم يجرؤ أي رئيس أميركي على الذهاب إلى أبعد من أوروبا في أولى جولاته الخارجية، لكن ترامب أثبت بهذه الخطوة الكبيرة خارج صندوق الدبلوماسية الأميركية التقليدية أنه، بخلاف سلفه، يدرك أهمية المصالح الأميركية المشتركة مع السعودية؛ باعتبارها نقط الانطلاق لاستعادة أميركا دورها العالمي من جديد.

في الكلمة التي ألقاها بحديقة البيت الأبيض صرح ترامب بأنه سيسعى في جولته الخارجية لبناء التعاون بين المسلمين والمسيحيين واليهود؛ لمحاربة الإرهاب، فيما قال مساعدوه إنه يريد أن يستخدم الجولة لتوحيد الأديان الإبراهيمية الثلاثة ضد الإرهاب وإيران.

الزيارة التي جرى التخطيط لها بتأن ودقة تحمل في جوهرها رسالتين بالغتي الأهمية؛ أولاهما أن محور السياسة الخارجية لإدارة ترامب يرتكز على التصدي للإرهاب وإحلال السلام في الشرق الأوسط، والثانية أن السعودية هي شريك أميركا الأول في المنطقة وحليفها الأهم في العالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية