+A
A-

لقاء تقدير ووفاء للفنان راشد العريفي في "عيسى الثقافي"

أقامت عائلة العريفي وجمعية البحرين للفن المعاصر وجمعية البحرين للفنون التشكيلية "لقاء تقدير ووفاء" بذكرى مرور ٤٠ يوما على رحيل رجل الإنسانية والفن الفنان راشد العريفي بمركز عيسى الثقافي وسط حضور كبير من رفقاء درب الفنان ومحبيه وأهله وأصدقائه.

 

"لم يرحل عنا وإنما باق فينا"

في مستهل الحفل عرض فيلم قصير عن حياة الفنان العريفي من اخراج ناصر السعدون، ثم القى مبارك بن دينه كلمة عائلتي العريفي وبن دينه قال فيها: نلتقى اليوم في حب المغفور له بإذن الله تعالى راشد بن حسين العريفي وفاء لمسيرته العطرة التي كرسها في خدمة اهله وبلده حتى ترك لنا في ذكراه، كل هذا الحب والعطاء، نلتقي اليوم لنفخر بعطائه وما قدم في حياته وليس لنحزن على رحيله، فقد عاش من اجل الفرح والتفاؤل ولم يكن للحزن مكان في حياته.

وأضاف بن دينه: "العريفي لم يرحل عنا وانما باق فينا ومعنا، نعتز بعطائه وفكره ومحبته للجميع، عرفنا منه طيبة النفس وشفافية الروح والأخلاق الحميدة، أعطى ما استطاع وأنجب فكرا، يحق لنا ان نفخر به ترك بصمات حية باعماله الفنية الخالدة، وما هذا التجمع الا عرفانا ووفاء له.

"مؤسسة راشد العريفي الفنية والثقافية"

ثم تلا ذلك كلمة ابراهيم بشمي اوضح فيها ضرورة إنشاء مؤسسة تحمل اسم مؤسسة راشد العريفي الفنية والثقافية ليس لتخليد ذاته وتراثه فقط وانما بدء العمل على خلق حركة فنية تشكيلية ثقافية تمثل البحرين. وتكون مهمة هذه المؤسسة رفد البحرين بالاعمال المتميزة؛ عرفانا لهذا الفنان الذي يعتبر من القوى الناعمة والمؤثرة، مضيفا بشمي انهم كانوا يطلقون على الفنان العريفي لقب "بيكاسو".

 

"أسلوب جديد في العطاء الفني"

وبدوره، قال الفنان عبدالكريم العريض في كلمة جمعية البحرين للفن المعاصر: في هذه الأمسية اجتمعنا هنا لتأبين شخص عزيز علينا ساهم مع اخوانه الفنانيين التشكيليين في وضع الاسس للحركة الفنية في البحرين، وكان لابد لي في هذه الكلمة الموجزة ان امر على بداية مشاركة فناننا الراحل راشد العريفي لتكتمل الصورة حول هذه الشخصية التي فقدناها. 

واضاف العريض: كانت تجربة الفنان العريفي في حقل الفن التشكيلي متواكبة مع ميلاد جمعية الفن المعاصر في العام 1970 التي أسسها مع نخبة من الفنانيين التشكيليين، والتي اتيح لها المجال بتعاطف مع نخبة من المثقفين ولقيت التشجيع من المسؤولين في الدولة، وواكب ولادتها النقاش والحوار بين الفنانين حول مختلف القضايا في الفن العربي المعاصر، استطاعت بلورتها رؤية منهجية في العمل لتطوير ورفع مستوى الفن والفنان من جهة، ورفع مستوى الجمهور المتذوق للفنون التشكيلية من جهة اخرى. وكان من حصيلة ذلك سعي حثيث من الفنانين لتلمس امكاناتهم ووعيهم الفني عبر معارض عديدة شخصية وجماعية ودراسات نقدية ومناقشة القضايا الثقافية التي تخص الفنان العربي، وكيفية الاستفادة من مصادر الحضارة العربية التشكيلية والعبقريات التي شكلت تراث هذه الامة عبر العصور وتبادل الآراء حول التيارات المعاصرة في الفنون العالمية.

واردف العريض: من الوفاء والامانة التاريخية والنظرة الانسانية في تكامل وشمولية الفن والحياة والتجربة التي قدمها العريفي الفنان والانسان الذي ما انفك يدافع عنها باصرار عن ما كان يرسمه من نمط جديد. واضاف ان الدخول الى عالم العريفي الخاص يحتاج الى وقفة تأمل مع الذات، وبالرغم من الجدلية التي رافقت ما طرحه من افكار حول الفن الديلموني، الا انه اثبت انها تجربة ذات مضمون حسي كونها تمثل اسلوبا جديدا في العطاء الفني، يمتلك راشد البداهة الحسية، لقد ارتقى بتجربته الناجحة. راشد العريفي احد الذين أضافوا من العطاء الفني وكان منعطفا في واقع الحركة الفنية؛ إذ شهدت البحرين سوقا للفن لم يكن معهودا من قبل وانتشرت "الجالريهات" والمراسم الخاصة والمعارض العالمية التي تقام في البحرين وتقاطر الفنانون من جميع بقاع العالم لعرض اعمالهم في البحرين.

واختتم العريض كلمته بالقول: من هنا يكون قد تمثل الفنان الى العامل الموروث وبالوصول الى هذه النتيجة كما هو الحال لدى فناننا راشد العريفي ودوره الفاعل في مسار الحركة الفنية وابداعه الفني من ذات الارض والسكان ومدرسته الديلمونية التي تركها للدارسين من الشباب. وتبع العريض الفنان علي المحميد الذي القي كلمة جمعية البحرين للفنون التشكيلية.

 

"الإنسان البحريني الأصيل"

كما القى الشاعر إبراهيم بوهندي كلمة أسرة الأدباء اوضح فيها ان الفنان العريفي يعد واحدا من تلك الشخصيات المهمة في حياتنا على هذه الارض العزيزة، فهو الانسان البحريني الاصيل الذي لا يمكن ان تذكر مدينة المحرق العريقة باصالتها العربية دون ورود اسمه في ذاكرتها، وهو الفنان المبدع في التشكيل الذي لا يمكن ان تذكر حركة الفن التشكيلي دون ان يكون لريشته حضور في لوحاتها.

وبعد ذلك القيت كلمة اصدقاء راشد العريفي قرأها عبدالله يتيم. واخيرا كان للشعر حضور في الامسية، حيث القى الكاتب حمد الشهابي مرثية بعنوان "في سحر عطاياك نور من كهف... وكفيف من كوخ يرى حبك".