العدد 3119
السبت 29 أبريل 2017
banner
ماذا ينتظر وزير العمل؟
السبت 29 أبريل 2017

السؤال الذّي بات يؤرق كل فئات المجتمع هو متى يعلن وزير العمل قرارا بتوطين العمل في المراكز التجارية المتنامية كبداية، ومن ثم تعميم التجربة على بقية القطاع الخاص؟ الذي لم يعد خافيا أنّ أغلبية الوظائف باتت حكرا على الأجانب وأبناء الوطن عاطلون. قبل أيام أصدر وزير العمل في المملكة العربية السعودية قرارا بتوطين العمل في (المولات) وهي المجمعات التجارية المغلقة بهدف منح الفرص لطالبي العمل من السعوديين، وهناك خطة زمنية لتطبيق القرار وفقا لمعطيات السوق وسيتم التدرج بحيث يأخذ أبناء البلاد أماكنهم في القطاع الخاص، القرار بلا شك سيساهم في خفض نسبة البطالة بشكل سريع إضافة الى أنّ من يأخذ فرصته في العمل سيكسب الخبرة التي تؤهله للارتقاء في عمله.

الخطوة المذكورة لاقت استحسان العاطلين هناك ووجدت أصداء واسعة بين كل فئات المجتمع. رجال الأعمال كانت مطالبهم توفير المهلة الزمنية الكافية لتطبيق القرار وأوصى بعضهم بأن لا تقلّ عن عام إضافة الى توفير البرامج التدريبية وتوفير الكوادر الوطنية وغيرها وإنشاء المعاهد وغيرها. 

يبدو لنا أنّه آن الأوان للأخذ بمبدأ توطين الوظائف نظرا لتفاقم نسبة العاطلين عن العمل عاما بعد آخر، وقلة المبادرات وفرص العمل. ربما يتذرع البعض بأنّ بين الخريجين من يحجم عن قبول بعض الأعمال التي تنسجم مع تخصصاته لعقدة باتت متأصلة لدينا تعرف بـ “ثقافة العيب” حول مهن بذاتها، وهذه المهن للأسف أصبحت حتى سنوات قليلة محتلة  من الوافدين رغم أنّ مردودها لا يقاس بما يتقاضاه اصحاب المرتبات سواء في القطاع العام أو الخاص.

خوض تجربة العمل أصبح الخيار الذي لابدّ منه أمام شبابنا اليوم بدلا من انتظار الوظيفة التي ربمّا لن تأتي في ظلّ الظروف الاقتصادية بالغة الصعوبة من جهة وأمام إغلاق المؤسسات والشركات أمام أبناء الوطن من جهة أخرى. بصراحة إنّ الوضع يتطلب من وزارة العمل تحركا أكبر لفرض نسبة البحرنة في القطاع الخاص، هذا القطاع الذي استمرأ التحايل بكل الوسائل لتوظيف الأجانب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية