العدد 3114
الإثنين 24 أبريل 2017
banner
قرار تربوي صائب
الإثنين 24 أبريل 2017

إزاء مسألة بالغة الخطورة وتمس صحة أبنائنا الطلبة النفسية والجسدية فإننا لا نملك سوى الإشادة بالقرار الذي أصدره وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي وتوجيهاته بتشكيل لجنة تحقيق في واقعة الاعتداء الذي أقدم عليه أحد المعلمين ومن ثم فإنّ اللجنة رفعت توصيتها بفصل المعلم نهائيا من الخدمة وقامت الوزارة برفع الأمر إلى المجلس التأديبي بديوان الخدمة المدنية لاتخاذ اللازم بهذا الخصوص. 

يخالجنا شعور بأنّ ما يحدث من اعتداءات على فلذات أكبادنا الطلبة لا يمّت للعملية التربوية والتعليمية بصلة رغم ما يروج له البعض من أنّ “الضرب يثير الانتباه ويجعل الطلبة على أهبة الاستعداد لأداء الواجبات واستيعاب المعلومات”، بينما ذهب آخرون إلى أنّ العقاب البدني ضرورة لابدّ منها إذا أردنا القضاء على السلوك الفاسد. الدراسات النفسية برهنت أنّ التعليم بالإكراه لا يمكن أن يفرز أية نتائج إيجابية بل ينشئ جيلا مضطربا نفسيا ومشوشا فكريا. 

 قبل عقود من الزمن تفشت ظاهرة العنف بحق أجيال من المتعلمين والحقيقة ما كان لها أن تتفاقم لولا صمت الآباء بجوهر عملية التربية والتعليم والمفارقة الباعثة على السخرية أنّ جهل الآباء آنذاك دفع الأكثرية الساحقة منهم إلى حث المعلمين على ممارسة الشدة حيال اي سلوك يصدر من أبنائهم مطلقين مقولة شائعة آنذاك “عطيناكم لحم اعطونا عظم”، وكانت نتائج مثل هذه الممارسات غير التربوية أنّ أعدادا من الطلاب اتخذوا قرارا بترك المدرسة نتيجة الضرب الوحشي. 

ولو سلمنا أنّ الضرب لم يبلغ حد الظاهرة - وهذا ما تؤكده وزارة التربية والتعليم - فإنّ الواجب من كل الفئات القيام بدورها المجتمعي حتى لا يتحول إلى ظاهرة ربما تستفحل وتفرز نتائج غير محمودة على مستقبل الأبناء. قد يبرر البعض بأنّ المعلمين يتعرضون لمواقف محرجة وإهانات من فئة من الطلبة المشاغبين ونحن لا ننكر أنّ هذا ممكن، لكن في المقابل هناك تعميم وزاري ينص على منع المعلمين من القيام بممارسات غير تربوية لها أثر سلبي على الطالب وتحصيله الدراسيّ، منها الإيذاء الجسدي والنفسيّ بأنواعه كافة. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية