+A
A-

“السوق الشعبية”... ألوان الأغراض والناس

تبقى الأسواق الشعبية في أي بلد حول العالم، روح التجارة وقلبها النابض، على الرغم من التطور وانتشار المجمعات والمحلات الحديثة والمنظمة.

تجد فيها ما تريد، أشياء لا تتوقعها، أناس لا تعتقد أنهم يذهبون هناك، خليط من الأغنياء والفقراء ومتوسطي الدخل، عمال، موظفون، كبار وصغار، سيدات ورجال، فهي بالفعل سوق جامعة.

تتربع سوق مدينة عيسى الشعبية “المقاصيص” على مساحة لا بأس بها قادرة على استيعاب مئات الأبواب التجارية المصممة على البناء البحريني التراثي، لتقدم ألوان البضائع المختلفة، فمنها الجديد ومنها المستعمل، والكل يجد ضالته من دون عناء، بحسب ما تقول أم عبدالله.

وجدناها تبحث عن قطعة لغاز الطبخ، قلبت العديد من النثريات التي يفترشها شاب هندي، على رصيف ضيق بجانب أحد المحلات التي تبيع “الخردوات”، التي قالت “إحدى عيون الغاز لدي تُلِفَت، وأنا هنا لأبحث عن واحدة بديلة، فالشركة الصانعة لا توفر قطع الغيار كون المنتج قديمًا بعض الشيء، لكن بهذه السوق أجدها ببساطة وقد تكون أصلية”.

وتابعت “هنا تجد كل شيء، فثمة من يفترش الأرض بأشياء يصعب تخيل أنها تباع”.

سعيد سامح، مصري الجنسية، يؤكد أنه يرتاد السوق الشعبية كل يوم جمعة لا لأمر ما، ولكن للتسلية - على حدِّ تعبيره - خصوصًا في فصل الشتاء، فهو يرى فيها مكانًا مثاليًّا للتعرف على الأشياء والأسعار فضلاً عن أنه قد يعثر على شيء يشتريه من دون تخطيط.

وأوضح أن “البضائع هنا رخيصة الثمن وأحيانًا كثيرة تكون بنفس جودة المحلات العادية، كما أنه يمكن لغير المقتدرين إيجاد سلع مستعلمة يمكن استخدامها ولاسيما تلك المتعلقة بأدوات وأثاث المنزل”.

وتفتح السوق الشعبية في مدينة عيسى (المنظمة) أبوابها طوال الأسبوع، لكن لا يمكن إيجاد البضائع المستعملة والفرشات والحراك الشعبي الحقيقي إلا في أيام الجمع والسبت، حيث تنشط بشكل كبير وتتزاحم الأقدام، في ساحة جانبية خصصت لهذا الغرض.

الحاج بوعلي، تاجر قديم وله وزنه واحترامه في السوق، يجلس على أريكته الخشبية البالية ويحرك التجارة بإشارة من أصابعه إلى العمالة لديه، تنم عن خبرة وباع طويل.. يقول إن “السوق توفر جميع طلبات الزبائن تقريبًا، تبدأ من المخيط وتنتهي بغرف النوم”.

لكنه أشار إلى ضيق المساحة وتراكم البضائع ومزاحمة الجاليات الأجنبية على رزق البحرينيين، مطالبًا بضرورة تنظيم المسألة أكثر وتحديد الصلاحيات.

وتنشط أيام الجمعة تجارة الحيوانات الألفية والداجنة، حيث خصص لها مكان محدد على أطراف السوق، ليجتمع محبو هذه الحيوانات والطيور، ويتباحثون أمرهم ويبيعون ويشترون.

وللحُلي والسبح والتحف نصيب في الرزق.. فرشات متخصصة تعرض ما بحوزتها بطريقة غير منتظمة.. بضائع مكدسة وأسعار متفاوتة.

يقول كريم علاوي إنه يأتي السوق أسبوعيًّا يبحث عن بعض التحف القديمة “الأنتيك” فهو يعشقها ويجدها بسهولة في السوق، فضلا عن أنها تعرض بأسعار معقولة قياسًا بأماكن أخرى، ولاسيما إذا كانت مستعملة.

الملابس متواجدة كذلك.. يجد الهندي شريف ضالته، فهو يشتري ملابس رخيصة الثمن ومستعملة بعض الشيء تناسب دخله المتواضع، مع أنه يجد - بحسب وصفه - أحيانًا ما هو شبه مستعمل ويحمل ماركات عالمية.

التاجر اليمني أبو محمود، بين أنه يعمل في السوق وفي تجارة السجاد تحديدًا منذ نحو 10 سنوات، فهناك محل أو واجهة يمتلكها أبوه، وتوفر له ولإخوته مصدر رزق.

وأكد أن “السوق تشهد زحامًا وتدافعًا جيدًا للزبائن خصوصًا في نهاية الأسبوع وأيام العطل، فضلاً عن ارتيادها من أناس بجميع الطبقات، (...) فهناك من يحب هذه الأسواق”.