+A
A-

بين زوجي وحبيبي

المشكلة:

بعد التحية والسلام، أحب أن أطرح مشكلتي التي سيطرت على تفكيري وجعلتني بين القضبان أسيرة لا أستطيع التفكير. أنا فتاة جامعية عمري 23 سنة، تمت خطبتي على شاب من عائلة ميسورة الحال، وبعد 8 أشهر تم زواجي.. وقد أكملت الآن سنة على زواجي، وأدرس في الجامعة تخصص إدارة أعمال (سنة ثالثة).

أدركت بعد الزواج أنني تسرعت في زواجي فلم تتح لي الفرصة الكافية للتعرف عليه أكثر. خلال دراستي في الجامعة تعرفت على زميل لي في نفس مجال تخصصي، وكانت تربطنا مجرد علاقة صداقة ولكن سرعان ما تحولت إلى شعور آخر، إذ شعرت بأنني أحبه وهو أيضا يبادلني نفس الشعور والدليل على ذلك نظراته لي وكلامه المعسول معي، والذي يدل على حبه وإعجابه بي.

دكتور.. لا تقل لي بأنني متوهمة وإن حبه قد أعمى بصري وإني في دوامة من العواطف، وقد فقدتها مع زوجي وعوضها ذلك الشاب بطريقته وأسلوبه!

ماذا علَي أن أفعل الآن؟ هل أقتنع بما قدر لي أو أجعل الانفصال هو الطريقة المثلى لي ولزوجي وأعاني طوال عمري بتسرعي في الزواج وفقدان من أحببته وأحبني؟

أرجو الرد السريع على رسالتي.. وشكرا.

أم أسيل

د.  خالد إسماعيل العلويالحل:

عزيزتي “أم أسيل”.. لكي أكون حكما نزيها وقاضيا عادلا لابد أن نتناول المشكلة معا بكل موضوعية وحكمة العقل وبمنتهى الرزانة وحنكة التعامل والتحلي بشيء من الصبر لإمكان إصدار الحكم العادل وإعطاء كل ذي حق حقه من دون إجحاف لأي طرف من الأطراف؛ تجنبا لتأنيب الضمير وتجريح الخواطر وتحطيم القلوب وهز الكيان العاطفي.. 

بمعنى آخر ألّا يتم الحل لطرف على حساب تحطيم الطرف الآخر سواء بالتنازل القهري أو التخلي الجبري بل بإرضاء جميع الأطراف المعنية من دون استثناء! 

عزيزتي أم أسيل، اسم جميل لا أعرف إن كان بالفعل اسم ابنتك أم لم يرزقك الله بطفل بعد؟ أتمنى أن يكون تخميني بعيدا كل البعد عن أي إنجاب حتى هذه اللحظة لكي لا تكون الطفلة ضحية هذا الانشقاق العاطفي، ولاسيما أنها مسألة محورية قد يبنى عليها قرارك الحاسم بشأن الاستمرار أو الانفصال مع أني من أشد المعارضين لفكرة الانفصال مهما كانت طبيعة الخلاف أو المشكلة، إلا إذا وصل الأمر إلى مفترق الطرق فلا حول ولا قوة إلا بالله، وحينها قد نردد مرارا أن أبغض عند الله الطلاق!

لقد تطرقت في مشكلتك إلى جانب واحد فقط ألا وهو ظهور العلاقة الجديدة فجأة من دون أية مقدمات أو دوافع وراء ذلك، بل اكتفيت بسطر سريع شبيه بكلمات البرقيات يشوبه الكثير من الغموض.. 

فمثلا هل تمت الخطوبة على الشاب الميسور بالاتفاق بين العائلتين أم كانت تسبقها علاقة عاطفية؟ ثم هل كان ذلك رغما عن عدم قناعتك وماذا عن صفات الشاب الأخلاقية وغيرها من تلك المواصفات إن كانت تتفق ومتطلباتك كأية فتاة لحظة الاختيار وإصدار القرار بشأن الارتباط؟ وهل الشاب يعيبه شيء من الناحية الشرعية وخلافها لا سمح الله؟ وكيف كانت معاملته لك؟ وهل حاول أن يتقرب إليك عاطفيا وكان يفتقر إلى الرومانسية وعوضك الشاب الجديد عنها؟!

بمعنى آخر، هل زوجك يتصف بالبلادة والسلبية أو من هواة المشاكل الزوجية الذي لم يتوانَ لحظة إلا والخلاف كان يشب بينكما أو كان هناك أي تدخل من أطراف عائلته وغير ذلك من تلك التساؤلات التي ربما تقودنا إلى الحلقة المفقودة بينكما ومن ثم تجرنا إلى الخيط الأول لمشكلة التحول من الارتباط الزوجي إلى بداية قصة حب نشأت في قاعات الجامعة من زمالة إلى صداقة ثم بدأت همسات الحب الأولى تتناغم مع آهات أم كلثوم في أغنيتها “أنت عمري”!

الآن وبعد هذه المقدمة أنصحك بعدم التسرع في هذا القرار إلا بعد مراجعة طويلة والاختلاء بالنفس والتفكير مليا حتى وإن كنت مصممة على قرار الانفصال.. وكذلك أنصحك بالبحث عن الخلل أو تلك الحلقة المفقودة في علاقتك مع زوجك بالسعي والمحاولة الجادة في إيجاد معالجة لذلك الخلل حتى وإن استدعى الأمر تقديم بعض التنازلات الممكنة مع وضع سيناريوهات متوقعة عدة، ولاسيما احتمال حدوث الأسوأ في الوضع سواء قبل أو بعد القرار برؤية واضحة، ولا تنسي يا سيدتي الفاضلة التأكد من صدق مشاعرك نحو الاثنين أي زوجك وزميلك وأيهما ترجح كفته من حيث الميل والحب والملاءمة الكلية، والأخذ بجميع الاعتبارات الأخرى في الحسبان قبل التفوه بالقرار.