+A
A-

ادعى تأخر الشرطة بتلبية بلاغ انتحار شقيقه فسرق الاسعاف وحطم سيارتين

حبست المحكمة الكبرى الجنائية الخامسة برئاسة القاضي إبراهيم الزايد وعضوية كل من القاضيين محسن مبروك ومعتز أبو العز وأمانة سر يوسف بوحردان، متهم حزين لوفاة شقيقه المنتحر شنقًا لخلافات بينه وولده، هاجم أفراد الشرطة وضربهم وأشهر ناحيتهم سكين، مدعيًا أنهم السبب في وفاته بعد تأخرهم في تلبية البلاغ، عقب تعرضه لحالة من الغضب الشديد حال كونه متعاطي للمخدرات، قام خلالها بقيادة سيارة الإسعاف التابعة للمستشفى العسكري لمحاولة الفرار من مسكنه واصطدم بسيارتين بها ما أدى لإتلافها؛ وذلك لمدة سنتين فقط.

وذكرت المحكمة في حيثيات حكمها أنه ونظرًا لظروف الدعوى وملابساتها فإنها أخذت المتهم بقسط من الرأفة عملاً بالمادة 72 من قانون العقوبات.

وتعود التفاصيل إلى أن والد المتهم أبلغ عن انتحار ابنه في بداخل غرفته شنقًا عبر المروحة، فاستجاب أفراد الشرطة للبلاغ، وتوجهوا برفقة سيارة اسعاف تابعة للمستشفى العسكري، إلى منزل المبلّغ.

وبجوار المنزل التقى أفراد الشرطة بالمتهم "23 عامًا"، والذي كان قد دخل بحالة هستيرية من الغضب الشديد، فما كان منهم إلا أن حاولوا احتوائه وتهدئته، وعندها قال لهم أن شقيقه انتحر لوجود خلاف بينه ووالدهما.

وشرح المتهم للشرطة طريقة انتحاره، إذ دخل المتوفى إلى غرفته وأغلق الباب على نفسه، وعلّق الحبل على رقبته وربطه بالمروحة، ومن ثم انتحر، مبينًا أنه حاول إنقاذه بقطع الحبل.

وفي ذلك الوقت كان المسعفون يعاينون المتوفى، وما إن أبلغوا الشرطة أنه توفيَ حتى انتابت المتهم حالة هستيرية، توجه خلالها لإحدى غرف المنزل وأحضر سكينًا، هاجم بها أفراد الشرطة والمسعفين، والذين لاذوا بالفرار من غرفة المنزل بالطابق الأول قاصدين خارج المنزل، إلا أن المتهم لحق بهم ما أدى إلى سقوط أحد أفراد الشرطة من أعلى السلم وإصابته في يده ورجله، فتم نقله إلى الدورية الامنية بمساعدة سائقها والمسعفين.

وأثناء ذلك طلبت الدورية إسناد أفرادها بدورية ثانية، والتي بحضورها حاول أفرادها السيطرة على المتهم، إلا أنهم تفاجأوا به يقفز إلى سيارة الإسعاف عقب إتلاف زجاجها الخلفي ويقودها هاربًا من المكان، فاصطدم بسيارة كان يستأجرها والده من أحد مكاتب تأجير السيارات.

وبملاحقة المتهم من قبل دورية الشرطة المساندة لمحاولة السيطرة عليه، اعترض طريقها واصطدم بها، ما أدى لإصابة شرطين بإصابات متفرقة، وعندها أطلق أفرادها طلقة غاز مسيل للدموع تحذيرية تجاه المتهم، والذي ترك سيارة الإسعاف متوجهًا لمبنى قريب، والذي تمت محاصرته فيه والإمساك به.

وخلال التحقيق مع المجني عليهم قال أحدهم أن سيارة الإسعاف ودورية الشرطة وصلتا بنفس التوقيت، إلا أن المتهم اتهمهم بالتأخير وأنهم وصلوا عقب وفاة شقيقه، وقد اعتدى عليهم بالطريقة سالفة البيان.

وأوضح الشرطي أن البلاغ الوارد للشرطة هو عن وجود حالة انتحار شاب في منزله بمنطقة مدينة حمد، إلا أن المتهم قطع الحبل.

وثبت للمحكمة أن المتهم، أولاً: اعتدى على سلامة جسم  عدد من أفراد الشرطة وأفضى الاعتداء إلى مرضهم وعجزهم عن القيام بأعمالهما الشخصية لمدة تزيد عن 20 يومًا، ثانيًا: حاز وأحرز بقصد التعاطي مادة الحشيش المخدرة ومؤثر عقلي بقصد التعاطي، ثالثًا: استعمل سيارة الإسعاف المملوكة لقوة دفاع البحرين دون موافقة مالكها أو صاحب الحق في استعمالها، رابعًا: أتلف سيارة الإسعاف وسيارة أخرى مستأجرة من قبل والده.