العدد 3109
الأربعاء 19 أبريل 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
إيران وداعش... المصالح المتبادلة
الأربعاء 19 أبريل 2017

إن ما نسميه إرهابا هو في نظر الإرهابيين تقرب إلى الله، ودليل محبة لآل البيت الأطهار الأخيار، ودليل مودة وسير على منهج السلف الصالح، والعياذ بالله، لهذا، لابد من التأكيد على أن هدف هؤلاء التكفيريين ممن انتسب للسنة والشيعة من تلك الأعمال الإرهابية في المقام الأول، هو تنفيذ أجندة خارجية تسعى هذه الجماعات الإرهابية لتحقيقها خدمة - بطريق غير مباشرة طبعا -  لدول إقليمية تستفيد منها استفادة قصوى. فعندما تقوم هذه الجماعات الإرهابية، التي تصنف نفسها بأنها سنية، باستهداف المكون الشيعي الكريم في الخليج أو العراق أو أية دولة عربية، فإنها بذلك تشرع لهذه الدولة الإقليمية هدفها الطائفي بتسويق نفسها على أنها حامية الشيعة في العالم. وعندما تقوم الجماعات الإرهابية التي تصنف نفسها حامية ومدافعة عن المذهب الشيعي، باستهداف المكون السني الكريم في الخليج أو العراق أو أية دولة عربية، فإنها بذلك أيضا تشرع لداعش والقاعدة وأخواتها هدفها الطائفي بتسويق نفسها حامية للسنة في العالم، وهذا طبعا يتم بطريق غير مباشرة ومن دون اتفاق مسبق بين هؤلاء الإرهابيين كالقاعدة وداعش وحزب الله وفيلق بدر وجماعات الحوثي والميليشيات الطائفية العراقية.

وعليه، يجب علينا مجتمعا وسلطات خليجية، ضرب كل من يريد تسويق أجندته الطائفية والتكفيرية بيد من حديد، فالدولة الخليجية وقوانينها هي فقط التي تحمي حرية الإنسان وكرامته، وتوفر له حرية ممارسة شعائره الدينية من دون أن تكون هذه الشعائر محرضة على كره وتكفير المذهب الآخر وكل الأديان ومختلف الشعائر الأخرى. فمحمد عليه وعلى آل بيته وأصحابه أفضل الصلاة والسلام، لم يتخذ من إلغاء الآخر وإرهابه وقتله مبدأ ومنهاجا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .