+A
A-

حبس الشاب المتهم بضرب شقيقه حتى الموت لمدة سنتين

حكمت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى برئاسة القاضي الشيخ حمد بن سلمان آل خليفة وعضوية كل من القاضيين ضياء هريدي ومحمد جمال عوض وأمانة سر عبدالله محمد، بمعاقبة الشاب "23 عاما"، المتهم الذي أبلغ أنه اعتدى على شقيقه الأصغر "21 عامًا" في مسكنهم بمنطقة مدينة حمد بواسطة سكين، بعد عودة الأخير للمنزل فجرًا عقب جلسة تعاطي "غراء"، بعد إدانته بالضرب المفضي إلى موت المجني عليه؛ وذلك بحبسه لمدة سنة واحدة عن تهمة الاعتداء وبالحبس لمدة سنة واحدة أخرى عن تهمة تعاطي المخدر وأمرت بتغريمه مبلغ 1000 دينار.

وثبت للمحكمة أن المتهم بتاريخ٣٠/١٠/٢٠١٦، أولاً: اعتدى على سلامة جسم شقيقه المجني عليه بأن طعنه بسكين بيسار صدره فأحدث به الاصابات الموصوف بتقرير الصفة التشريحية ولم يقصد من ذلك قتلاً، ولكنها أفضت إلى موته، ثانيًا: حاز وأحرز بقصد التعاطي مادة الترامادول المخدرة في غير الأحوال المصرح بها قانونًا.

وذكرت المحكمة في حيثيات حكمها أنه نظرًا لظروف الدعوى وملابساتها، فإنها أخذت المتهم بقسط من الرأفة في الحدود التي تسمح بها المادة ٧٢ من قانون العقوبات.

يشار إلى أن المجتمع البحريني صدم بتاريخ 30/10/2016 بخبر وفاة شاب على يد شقيقه الأكبر منه سنًا بحوالي الساعة 5:35 صباحًا، في منزل العائلة؛ بمنطقة مدينة حمد.

وأفاد مصدر مطلع أن والد الشقيقين متوفى منذ عدة سنوات، وأن والدتهما مسافرة لحظة الحادث، وكان من المقرر أن تعود بذات يوم الواقعة للبلاد.

وأضاف المصدر توضيحًا لما حصل بشأن الواقعة أن المتوفى "الشقيق الأصغر" كان معتادًا على التأخر خارج المنزل، ولا يعود إلا في أوقات متأخرة من الفجر أو صباحًا، وهو الأمر الذي أزعج شقيقه الأكبر سنًا بعد عودة المجني عليه من سهرته المتأخرة المعتادة، فحصل بينهما مشادة كلامية، تناول على إثرها الشقيق الأكبر سكين مطبخ.

ونظرًا للحالة العصبية التي كان فيها الشقيقان تطور الخلاف إلى رفع المتهم تلك السكين في وجه أخيه وطعنها به طعنةً نافذة وصلت إلى قلب المجني عليه، ما تسبب له بنزف الكثير من الدماء.

وعلى الفور طلب أفراد الأسرة الحاضرين النجدة من سيارة الإسعاف التي حضرت لمنزل الشقيقين، إلا أنه تبين مفارقته للحياة وهو في حضن شقيقته.

وبعد حضور رجال الشرطة تم القبض مباشرةً على الجاني وإحالته وعدد من أفراد أسرته للتحقيق في الواقعة.

وبالتحقيق مع المتهم في النيابة العامة نفى اتجاه إرادته لقتل شقيقه وإنما الدفاع عن نفسه وتخويفه بالتلويح بالسكين التي كانت بحوزته، إذ رفع شقيقه في وجهه عدة سكاكين و"حفارة كوسا" ما تسبب بتعرّضه قبل إصابة المجني عليه لإصابة في يده وبدأ ينزف من ذلك الجرح الذي أصابه به شقيقه.

وأوضح أن شقيقه كان قد حضر للمنزل في وقت متأخر وهو بحالة غير طبيعية (مشفِّط غراء)، ما استدعاه إلى القيام بإبلاغ شرطة النجدة على الرقم (999) بالواقعة إذ أفاد لهم بأن شقيقه متعاطي للمخدرات وهو في منزلهم.

هذا وندبت النيابة العامة أحد اعضائها لمعاينة مكان حدوث الواقعة وجثة المتوفى، والذي أمر بندب الطبيب الشرعي لفحص الجثة وطلب تحريات رجال الشرطة حول الواقعة، وبانتظار النتيجة النهائية التي يتوصل إليها الطبيب الشرعي بعد فحص جثة الشاب المتوفى.

وقالت حينها وزارة الداخلية عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن مواطنًا توفيَّ طعنًا بآلة حادة إثر مشاجرة بمدينة حمد والقبض على الجاني وقامت الجهات المختصة بإجراءاتها.

وذكرت المحامي العام رئيس نيابة الأسرة والطفل أمينة عيسى في تصريح لها يوم حدوث الواقعة، أن النيابة العامة قد تلقت إخطارًا من مركز شرطة مدينة حمد الشمالي بقيام شخص بقتل شقيقه بأن طعنه بسكين خلال شجار نشب بينهما في منزلهما.

هذا، وقد بادرت النيابة بمباشرة التحقيق فور إخطارها بالواقعة، حيث انتقلت إلى مكان الحادث وقامت بمناظرة جثة المجني عليه وانتدبت خبراء مسرح الجريمة لرفع الآثار المشاهدة بالمكان وفحصها.

كما انتدبت كذلك الطبيب الشرعي لفحص جثة المجني عليه لبيان ما بها من إصابات وسبب الوفاة، والذي أفاد في تقريره المبدئي بأن الوفاة قد حدثت نتيجة جرح نافذ في الصدر بما أحدثه من تمزّق في القلب والرئة اليسرى ونزيف دموي غزير وصدمة.

ومن ناحية أخرى استمعت النيابة إلى أقوال شهود الواقعة، وقامت باستجواب المتهم الذي نفى اتجاه قصده لقتل شقيقه، وقد أمرت بحبسه احتياطيًا على ذمة التحقيق.