+A
A-

موظفة تعتدي على "الإسلام" وشعائره وشخصياته وشككت بتعاليمه

أبلغ شاب سوداني الجنسية يعمل حاجبًا بالمحكمة النيابة العامة، أنه أثناء متابعته لموقع التواصل الاجتماعي  "تويتر" شاهد تغريدات مسيئة للإسلام صادرة من أحد الحسابات، فقام بتصوير تلك التغريدات بواسطة الهاتف وعددها 45 تغريدة، وأنه لا يعرف هوية صاحب هذا الحساب.

وجاء في تلك التغريدات التي اطلعت عليها النيابة العامة عبارات مسيئة لدين الدولة "الإسلام"، كما تعدى صاحب التغريدات على الشعائر الإسلامية مدعيًا أن الحجاب للنساء غير صحيح، وأن صلواتنا الخمس مستعارة من الديانة الزرادشتية -المجوسية- والتي تعد ديانة قديمة إيرانية وفلسفة دينية آسيوية، ومعظم معتنقيها حاليًا موجودين في الهند.

كما ورد بمحاضر القضية أن المُغرّد تعدى على شخصيات إسلامية، وهم الإمام البخاري ومسلم والصحابي الجليل سلمان الفارسي.

وبعد طلب النيابة العامة من إدارة التحقيقات الجنائية التحري عن هوية صاحب الحساب، تم التوصل إلى أن ملكيته تعود إلى موظفة بإحدى وزارات الدولة، في الأربعينات من عمرها، فتم استدعاؤها للتحقيق معها.

وبسؤال المتهمة حول ملكيتها للحساب أقرّت أنه يعود إليها، وأنها افتتحته قبل حوالي 3 سنوات، واعترفت بكل ما ذُكر فيه، مبررةً ذلك أنها تطرح في حسابها أفكارًا دينية وتناقش بعض علماء الدين، أما ما اعتُبِرَ أنه إهانة للدين الإسلامي فإنها كانت مجرد ناقلة لتلك العبارات الواردة بالتغريدات، إذ أنها تتابع عدد من القنوات الموجودة على موقع "يوتيوب" وأخرى فضائية تبث برامج دينية، وأنها نشرت تغريدات لكلمات أدلى بها رجال دين.

إلا أنه وبتتبع وضع المتهمة الاجتماعي، اتضح من خلال اعترافاتها أن بينها وأفراد عائلتها خلاف قضائي، وأن السبب في ذلك هو الميراث، فتم التحقيق معها حول مدى علمها بالشرع أو نوعية الكتب التي كانت تقرأها، فقالت إنها لا تقرأ الكتب أصلاً، وتكتفي بمعلوماتها ما تحصل عليه من "يوتيوب".

لم تكتفي المتهمة بما طعنت به في الدين الإسلامي، وإنما تعدت ذلك إلى القول بأن الآيات القرآنية سيريانية، في إساءة واضحة للإسلام، وهذا جزء مما جاء بالتغريدات التي كتبتها، (غزو واعتداء وسبي وسرقة أموال باسم الفتوحات الإسلامية)، (الوقف الإسلامي سلب لأموال المسلمين)، (كثرة المساجد تفرق المسلمين)، (الشرائع الإسلامية مصدرها زرادشتي)، (قيل أن الله حرم أكل لحم الخنزير بسبب الأمراض التي ينقلها للإنسان، لماذا لم يحرم تعدد الزوجات بسبب الأمراض التي ينقلها الزوج بين الزوجات).

فأحالتها النيابة العامة للمحاكمة على اعتبار أنها في غضون عامي ٢٠١٥ و٢٠١٦، أولاً: تعدت بإحدى طرق العلانية على إحدى الملل المعترف بها وحقرت من شعائرها، ثانيًا: أهانت علنًا رموزًا وشخصيات تعد موضع تمجيد لدى أهل ملة.

هذا وقضت المحكمة الصغرى الجنائية الثانية برئاسة القاضي عبدالله أبل وأمانة سر سيد هاشم الرفاعي، بمعاقبتها بالحبس لمدة سنة واحدة، بواقع 6 أشهر عن كل تهمة، وقدرت كفالة مالية بمبلغ 1000 دينار لوقف تنفيذ الحكم لحين الاستئناف.

وأوضحت المحكمة في حيثيات حكمها أن المتهمة عمدت إلى الطعن على ملة الإسلام وشريعته بأن زعمت أن مبادئ الإسلام عبارة عن مشيخة ومنصب وجاه، وأخذت من ديانات أخرى وضعية، وأن الغزوات والفتوحات الإسلامية ما هي إلا اعتداء سيء وسرقة أموال.

وأفادت أنها طعنت على بعض الشعائر بأن أنكرت الحجاب وأحكام المواريث والوصية والوقف، وإن العبارات فضلاً عن تعارضها مع الثوابت الشرعية والأدلة القاطعة في الفقه فإنها تتضمن إساءة للدين وتحقير من شعائره.