العدد 3104
الجمعة 14 أبريل 2017
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
إلغاء الواجبات المنزلية عن الطلبة
الجمعة 14 أبريل 2017

إن فكرة إعطاء الواجبات المنزلية من قبل المعلمين جاءت لتطبيق ما تعلمه الطالب في المدرسة حتى يثبت في ذهنه كوسيلة لتحسين أدائه ودفعه نحو التميز، بالتالي فإن الهدف المراد تحقيقه من تلك الواجبات هو رفع المستوى التحصيلي عند الطلبة، ولكن السؤال الذي يتبادر إلی الذهن هل فعلاً أن إعطاء الواجبات المنزلية يساهم بشكلٍ أو بآخر في رفع مستوى التحصيل عند الطلبة؟ هذا السؤال لا يمكن الإجابة عليه بالنفي أو التأكيد إلا بعد تجريب إيقاف الواجبات المنزلية من قبل المعلمين، ولو نظرنا بعين واقعية حول ما يجري خلف كواليس المنازل فإننا سنشاهد أن هذه الواجبات لا تنجز في الغالب إلا بعد معاناة حقيقية يتحملها أولياء الأمور أو من ينوب عنهم في متابعة ذلك، والمشكلة هنا لا تكمن في معاناة أولياء الأمور فحسب بل هناك العديد من الآثار السلبية التي تترتب على إعطاء الواجبات المنزلية، فإن الانشغال بحل الواجبات سيكون على حساب وقت اللعب والمرح والتواصل الأسري مما ينتج عزلة اجتماعية وضعفا في العلاقات الأسرية، علاوة على ذلك فإن كثيرا من أولياء الأمور يجبرون أبناءهم على حل الواجبات ويقفون على رؤوسهم لحين الانتهاء من إنجازها وهذا موقف يعزز حالة المراوغة والاستفزاز مما يؤدي إلی نشوب العصبية ومن ثم استخدام العنف والشدة من قبل أولياء الأمور، كذلك فإن الواجبات تعتبر من الأسباب التي تؤدي إلی النوم المتأخر عند شريحة كبيرة من الطلاب بسبب تقديمهم وقت هواياتهم وأنشطتهم وتأجيل حل واجباتهم إلى ما بعد المغرب، إضافة إلى ذلك غياب المصداقية في الإنجاز وذلك بسبب تدخل أولياء الأمور المباشر في الحل والمساندة بل يصل الأمر إلى الكتابة بدلاً عن أبنائهم مما ينمي روح الاتكالية لديهم.

 في الواقع إن أغلب الواجبات التي تعطى للطلاب عشوائية تفتقد المعايير والجودة وتغيب عنها الدقة في التقييم وتختفي عنها المتعة والتحفيز.

في اعتقادي حان الوقت لدراسة أوضاع الواجبات من قبل المتخصصين في وزارة التربية والتعليم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية