العدد 3099
الأحد 09 أبريل 2017
banner
كنس مخلفات أوباما
الأحد 09 أبريل 2017

لن أختلف مع أحد على الإطلاق بأن لأميركا مصالحها قبل مصلحة أي طرف في الكون، لكن أجزم بأنه يمكن أن تلتقي مصلحتها مع مصلحة أي طرف في وقت ما ومكان ما، وهذا ما حدث فجأة بفوز دونالد ترامب وزوال عهد الدمر أوباما الذي خلف وراءه تركة ثقيلة وكل هذه الفوضى في العالم، ولا أشك لحظة في قناعاتي بأن التاريخ القريب جداً وليس البعيد سيحاسب من كان يزعم أنه رئيس على ما خلفه من دمار وخراب في حق الدول والشعوب، وما جرى للشعب السوري الشقيق الذي عاش حياته بعزة وكرامة من ذل ومهانة توجتها مجزرة الكيماوي بعلامة سوداء لن تمحوها أية قوة تنظيف سوى أن تعيد أميركا ترامب بعض التعويض الذي لا يمكن أن يعوض الأرواح التي زهقت والدماء التي سفكت في بلد كسوريا، كل ذلك جراء السلوك الأرعن في مسؤولية أوباما الدمر في هذا الخراب.

ليس هذا حماسا عاطفيا للإدارة الأميركية الجديدة ولكن ما أشاهده اليوم أمامي من تحرك أميركي سريع وحاسم في كل الجبهات وخصوصا جبهة إيران المارقة وسوريا الحزينة هو تعويض عن السنوات العجاف التي خلفها النظام البائد في البيت الأبيض، لا أقول ذلك من باب التسرع وعدم القراءة وانتظار النتائج ولكن كما يقال الكتاب يعرف من عنوانه وعنوان هذه المرحلة في السياسة الأميركية يختلف تماماً عما كانت عليه، فهذه بضعة شهور قضاها ترامب في البيت الأبيض عوضت 8 سنوات من عقلية سلبية مرضية غريبة لا يمكن تفسيرها سوى أن أوباما جاء كلعنة على العالم والعرب خصوصا وحان الوقت كي تزول هذه اللعنة حتى لو لم تحقق أميركا أحلام البعض فهي على الأقل تسهم في دحر الإرهاب ولن تسهم في تقوية إيران ولن تقوي حزب الله ولن تترك كوريا الشمالية تفرض هيبتها على العالم ولن تسمح بتحدي رجل مثل الدمر قاسم سليماني هيبة أميركا نفسها كما كان الحال سابقاً، فقد جاء وقت برز فيه هذا السليماني النتن وكأنه أقوى من رجل البيت الأبيض الذي للأسف أثبت أنه لم يكن يستحق الكرسي الذي جلس عليه.

قلت لست متحمساً ولا منفعلاً تجاه التغيير الذي جرى في الولايات المتحدة ولكنني مسرور جداً للرجل القوي الذي مهما اختلفنا معه لكنه يظل يملك كاريزما فرض مكانته كرئيس للبيت الأبيض، وعالم اليوم مع هذه الفوضى التي خلفها سلفه غير المأسوف عليه بحاجة للتنظيف وما يفعله اليوم ترامب سواء اتفقنا معه أو اختلفنا هو كنس لنفايات أوباما، فعسى أن يكون في ذلك عزاء للعالم.

 

تنويرة: 

قيادتك للآخرين غريزة فيك، وانقيادك لهم عادة اكتسبتها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية