العدد 3092
الأحد 02 أبريل 2017
banner
مخالفة بسيطة!
الأحد 02 أبريل 2017

في محاولتنا ككتاب وصحافة التصدي للمؤامرات الدنيئة من الداخل والخارج وهي محاولات تتراوح بين الإرهاب وتشويه سمعة الوطن والاصطياد في كل شيء يتاح لهم للنيل منا، في هذا الوقت الحساس والدقيق تأبى بعض الدوائر الرسمية في الدولة أن تكف عن إشغالنا وإلهاء الكتاب والرأي العام بهموم الوطن، بتفجير الألغام من وقتٍ لآخر في وجهه كما فعلت إدارة المرور بتوزيع المخالفات بالآلاف على المواطنين وبعضها مخالفات خيالية لا تصدق كما حدث لأحد أفراد أسرتي، مخالفة سرعة بشارع زايد في دولة الإمارات وليس في البحرين، علما أن السيارة لم تعبر الجسر في تاريخها، راجعنا الإدارة مباشرة وتم إلغاء المخالفة لوجود خطأ، إذ إن رقم السيارة مشابه لرقم سيارة “بيكاب”، لنفاجأ بعد شهر بعودة المخالفة لملف السيارة. هذا الموضوع الذي قال عنه أحد موظفي المرور إنه بسيط هو في الواقع شغل الأسرة كلها بالجدل والنقاش البيزنطي، وكان الأجدر أن يكون في موضوع مهم وليس مع مخالفة بسيطة!!

القضية يا سادة ليست في بساطة المخالفة أو في هذه الضجة القائمة اليوم في البحرين بسبب جبال المخالفات التي سقطت من السماء، المسألة ببساطة هل نحن اليوم في الأوضاع الراهنة المتوترة والحساسة في المنطقة التي تبدو على كف عفريت، هل نحن بحاجة لهذه الإشغالات الجانبية التي تلهي الجميع عن القضايا الدقيقة؟ لماذا انشغلت بعض دوائر الدولة بهذه الحملة التقشفية المفاجئة للمواطن قبل أن يرتب هذا المسكين أوضاعه ويستعد لربط الحزام؟ ألا يفترض في أية دولة حضارية مسؤولة أن تمنح فسحة من الوقت والتفكير للمواطن كي يحضر نفسه لحزمة الإجراءات التي ستطاله؟ حتى على الأقل لا يصدم بها ولا يجد نفسه فريسة القلق والتوتر؟ ارجعوا إلى توجيهات سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه وتأملوا تأكيداته الثابتة طوال هذه السنين على حفظ كرامة ومعيشة المواطن وتأكيده الدائم على أن الخدمات إذا لم ترض المواطن فلابد من إعادة النظر، هل يعود المسؤولون دائماً في قراراتهم لهذه التوجيهات؟

ما اكتشفته اليوم وهذا خطير جداً على أية دولة في العالم تعيش في منطقة خطرة للغاية كحالنا مع المؤامرات المتواترة، أن كثيرا من الكتاب والصحافيين والمواطنين انشغلوا في قضايا معيشية وخدماتية بل غرقوا من غير أن يدركوا في ملاحقة أخبار وإشاعات ربما غير صحيحة ما ستأتي به الأيام من تقشف وشد أحزمة حتى  أن هناك احتمالات كبيرة أن من يوزع وينثر هذه الإشاعات في وجه المواطن هم أولئك الذين ينسجون المؤامرات حولنا لإلهائنا، فهل تنقصنا المعاناة حتى تتفضل بعض دوائرنا الرسمية بزيادة الطين بلة؟ نحن اليوم بحاجة لمواطن متيقظ معنا، لا نريد أن يمشي ورأسه في السماء يفكر في رزقه.

تنويرة: 

كثيراً ما تكون أذكى من رؤسائك ولكنك لا تصدق نفسك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .