كتبنا أكثر من مرة، عن أهمية توفير وجبات صحية وذات جودة في المدارس، واقترحنا فكرة تمويل المقاصف المدرسية من مشاريع الأسرة المنتجة، ولم نجد أي اهتمام. أعود لطرح هذا المشروع الوطني مرة أخرى لعل وعسى أن أجد آذانا صاغية هذه المرة، المشروع طبّق في السعودية وحقق نتائج إيجابية في المجال الاقتصادي والاجتماعي. 

نوعية الأغذية المباعة في المقاصف المدرسية رديئة ولا تخضع للرقابة من ناحية مكوناتها الغذائية، طلبة المدارس بمراحل نمو وبحاجة لوجبات ومشروبات صحية متكاملة غذائياً. يوجد تعاون بين وزارتي «الصحة والتربية» لتعزيز الصحة والصحة الوقائية في المدراس، ندعوهم لتبني المشروع وبالإمكان تجربته في 10 مدارس بمحافظة المحرق، من خلال التنسيق مع التنمية الاجتماعية بوزارة العمل لاختيار أفضل أسر منتجة مرشحة للمشروع.

 نناشد وزير التربية والتعليم تبني المشروع والإعداد لتطبيقه مع بداية العام الدراسي القادم، فالفوائد المتحققة تستحق العناء، منها توفير أكلات منوعة وطازجة بأسعار مناسبة، وإتاحة فرصة عمل للأسر المنتجة من ذوي الدخل المحدود، مع أهمية اخضاع الأسر المشاركة لورشة عمل للالتزام بمعايير الصحة والجودة وإعداد دليل استرشادي لقوائم الوجبات وفقاً لمعايير التنوع الغذائي ومحتوى السعرات والعناصر الغذائية المهمة للوجبات الصحية المتكاملة، كما نقترح زيارة دورية للمقاصف من قبل أخصائيي التغذية للإشراف والرقابة. 

بعد نجاح التجربة يمكننا التوسع وتعميمها، الى جانب تحفيز المنتج الصحي بعمل مسابقة لاختيار أفضل وجبة للأسر المنتجة.

وتأتي أهمية المشروع تزامناً مع المشاكل الصحية المنتشرة بين طلبة المدارس منها ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكر ونقص الحديد وفيتامين «د» وغيرها. يتوجب على وزارة التربية أخذ زمام المبادرة حفاظاً على صحة أبنائنا، واستجابة لرغبة أولياء الأمور الذين يشكون من رداءة الأطعمة المباعة بالمقاصف والتي تحتكرها شركات معينة لا تهتم بالجودة الغذائية وإنما بالربح.

المشروع يستحق الدعم والمبادرة وسيكون ترجمة فعلية للبرنامج الوطني للصحة المدرسية.