العدد 3089
الخميس 30 مارس 2017
banner
اقترب الاستحقاق فهل نعي مصالحنا؟
الخميس 30 مارس 2017

العد التنازلي بدأ والحسابات بدأت هي الأخرى، فعام 2018 على الأبواب والانتخابات قاب قوسين أو أدنى، لذلك سنجد العمل على قدم وساق في الأيام القادمة وستبرز حناجر من كل جانب تتبارى في الحديث عن المصالح العامة لعل وعسى أن تمحو الخيبة التي كنا فيها في نظر الناس.

الجانبان سنراهما في الأيام القادمة يتباريان في الحديث، المواطن من جهة وبعض النواب من جهة أخرى، فالمواطن الذي اكتوى في السنوات الثلاث السابقة كما لم يكتو من قبل سيتحدث عن الخيبة التي ألمت به في الفصل التشريعي الحالي والضعف الذي لم يره من قبل في البرلمان وتجاهل جل النواب مصالحه واهتمامهم بمصالحهم فقط والجهل السياسي والبرلماني الذي عليه الكثير منهم إلى الدرجة التي لا يميزون فيها بين ما هو سياسي أو برلماني وبين ما هو غير ذلك فقد اختلطت عليهم أمور كثيرة يعجزون عن التمييز بينها، وسنرى الكثير من المواطنين يتوعدون النواب ويشمرون عن سواعدهم لمعاقبتهم على ما فعلوه بالناس وتغييب مصالحهم بعيدا عن قبة البرلمان.

وعلى الجانب الآخر سيبدأ الكثير من النواب، خصوصا أولئك العاجزون، سيبدأون في إطلاق ألسنتهم وإبراز مهاراتهم الغائبة والاستعانة بمن يسد فراغ العجز عندهم، سيتبارون في الحديث عن ما فعلوه وهم يعرفون أنه لا شيء، وعن سيوفهم التي كانت مشرعة مع أنها لم تترك غمدها أصلا بل إن أكثرهم لا يعرفها ولا يملكها من الأساس، سيتحدثون عن المعارك التي خاضوها مع الحكومة والتي ربما كانت فقط أثناء النوم ويرونها هم فقط حقيقة، وسيبدأ الكثير منهم في الترويج المتواصل لأنفسهم لعل بعض هذه الترويجات تمر على من يرونهم سذجا، هذا في العلن أما في السر فستكون لهم أحاديث أخرى ومواقف مختلفة لعلهم يبقون على ما هم عليه.

الطرفان ينطلقان في مواقفهما وأحاديثهما من المصالح التي يرونها ويدافعون عنها، فكل يعمل على مصلحته وسنرى مبارزة غير متكافئة بين الجانبين خلال العام الحالي وجل العام القادم وحتى تضع الحرب أوزارها ويتم غلق الصناديق في انتظار النتائج لتدور العجلة من جديد ويعود السخط مرة أخرى والنوم كذلك ونعود مرة أخرى لنسمع التذمر والتوعد من قبل المواطن والجهل من قبل البرلماني ونجبر على مشاهدة الفيلم مرة أخرى وكأننا لا نستطيع إنتاج أفلام أخرى من نوع آخر.

شيء واحد في كل ما سبق يدفع المتابع لأن يشعر بنوع من الغيظ وهو عودة بعض المتذمرين الساخطين على البرلمان والبرلمانيين لوضع اسم النائمين في الصنوق، بل ربما للدفاع عنهم وكأننا نجهل مصالحنا... لا حول ولا قوة إلا بالله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية