العدد 3088
الأربعاء 29 مارس 2017
banner
القمة العربية... فرص وتحديات
الأربعاء 29 مارس 2017

تتجه أنظار العالم اليوم إلى المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، حيث يعقد القادة العرب قمتهم المنتظرة في مرحلة حساسة من تاريخ الأمة العربية، التي تمر بأحداث استثنائية تستوجب تنسيقا وتكاملا عربيا أكثر من أي وقت مضى.

التضامن والاتحاد يشكلان العنوان الأبرز لهذه المرحلة، فبتعزيزهما سيتمكن العرب من التصدي للإرهاب وإحلال السلم والأمن والاستقرار واستغلال الفرص المواتية للخروج من الأزمات، التي تشهدها المنطقة وبلداننا العربية من المحيط إلى الخليج، أشد قوة ومنعة.

الاتحاد المنشود، سياسيا واقتصاديا، سيشكل حائط صد منيع في وجه كل محاولات التدخل والعبث بالأمن والاستقرار وتغذية النزاعات. وبالتضامن ستتمكن الحكومات العربية من تهيئة الأوضاع المناسبة لبناء أسس مستقبل مشرق يلبي تطلعات وطموحات شعوبها.

ورغم ما يعيشه العالم العربي اليوم من أوضاع بالغة التعقيد بسبب الأزمات الطاحنة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، إلا أن الفرصة مواتية أمام العرب لكي يعيدوا صياغة المشهد الإقليمي وفق ما يحقق المصلحة العربية المشتركة على الصعيدين الأمني والاقتصادي.

على الصعيد الأمني، ومع تبني الإدارة الأميركية الجديدة نهجا رافضا للتدخلات الخارجية الإيرانية في الشؤون العربية، وإبداء رغبة واضحة لإنهاء الدعم الإيراني المستمر للمنظمات والخلايا الإرهابية، سحب البساط الذي وضعته الإدارة الأميركية السابقة تحت أقدام النظام الإيراني، الذي لن يجد لنفسه موطئ قدم في أي أرض عربية بعدما يوحد العرب صفهم ويزيدون من ثقلهم في المعادلة الدولية.

أما على الصعيد الاقتصادي، فتتيح المتغيرات العالمية فرصا كبيرة وواعدة يمكن أن تحقق الدول العربية الاستفادة القصوى منها إذا ما أحسنت استغلالها، فأميركا تريد تعزيز تحالفاتها الاقتصادية مع الدول العربية، وتسعى الصين لتحسين وضعها التنافسي بالمنطقة، فيما تسابق بريطانيا الزمن من أجل إبرام اتفاقيات اقتصادية جديدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. فليكن استثمار الفرص والتغلب على التحديات عنوانا للقمة العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية