العدد 3086
الإثنين 27 مارس 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الخليجيون ودعم الشعب السوري (1)
الإثنين 27 مارس 2017

لابد من التذكير بأن تأييد دول الخليج العمل العسكري جاء لإنقاذ الشعب السوري؛ لأن خيار القوة الحل الوحيد في الوقت الراهن، وإلا ما فائدة كل هذه التسويات إن لم يسقط النظام الأسدي؟ ستستأنف الطائرات والمدرعات السورية عمليات التصفية بحق كل شرائح الشعب السوري، ولهذا فإن دول الخليج تريد القول إن آلة القتل السورية ستستمر، سواء بالكيماوي أو بدونه، والثمن هو المزيد من دماء الأطفال والشيوخ والنساء والمدنيين العزل، وارتفاع أعداد النازحين إلى دول الجوار، وترك الفرصة لحلفاء بشار من أجل إشعال المنطقة.
إن الواقع يثبت أن المنظومة الخليجية ليست ضرورية لأمن الخليج فحسب، بل للأمن العربي ككل، وأنها المنظومة الأقدر على حماية حقوق العرب وقضاياهم، ولا يمكن في هذا الصدد إلا ذكر القضية الفلسطينية في سياقها. وما المبادرة العربية ولجنة المتابعة، التي يشكل الخليج العمود الفقري فيها، إلا دليل بسيط على ذلك. وفي ظل تفكك النظام العربي، وضعف أداء الجامعة العربية وانشغال بعض الأقطار العربية بترميم أوضاعها الداخلية، وما نسميه بلملمة شظايا الثورات، يبقى مجلس التعاون الخليجي كل ما بقي من ضمير الأمة، ويقف اليوم منفردا في سبيل حماية الشعب السوري، وتغطية ظهره سياسيا وماديا ومعنويا، بعد أن حولته القوى الدولية إلى بيدق صغير على ساحة شطرنج مماحكات تلك الدول، وحسابات مصالحها المتشعبة.

بالإضافة إلى ذلك الأمر، دول الخليج واجهت بكل قوة محور التعنت، المكون من بعض الدول التي رفضت توجيه ضربة تضعف قدرة نظام بشار على قتل الشعب السوري إن لم تسقطه، وهو ما شكل ضربة قوية لهذه الدول المؤيدة لاستمرار قتل السوريين، بحجة إعطاء الحل السياسي الفرصة. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية