+A
A-

البحرين تحتضن أصغر قارىء للقرآن على مستوى الخليج

-       المقرئ عبدالله جناحي يحصد جائزة أجمل صوت

-       الظفر بالمركز الأول عن كافة الفئات العمرية

-       متابعة "الشباب والرياضة" الحثيثة أثمرت أُكلها

-       امتنان لمجانية دورات مراكز تحفيظ القرآن

-       تعبئة كبيرة للوفد البحريني

أظهر الشباب البحريني براعةً وتميزاً في قطاعات ثقافية واجتماعية واقتصادية متعددة، وكشفوا في السنوات الأخيرة عن مواهب وطاقات إبداعيةٍ عاليةٍ ليتفوقوا بها في أحيانٍ كثيرة على أقرانهم في دول الخليج، والعالم العربي، بل إن وجوهاً بحرينية نجحت في حفر اسم المملكة داخل أروقة ومحافل دولية. 

آخر محطة للتفوق والتميز البحريني كانت في مسابقة حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف الخليجية بنسختها الـ (28)، والتي دارت فصولها في العاصمة العمانية مسقط. 

وحصد وفد شباب مملكة البحرين المركز الأول في جميع الفئات بمسابقة القرآن الكريم والحديث الشريف، وتميزت البحرين بحصولها على جائزة أجمل صوت للقارئ عبدالله عيسى جناحي.

وظفرت البحرين في مسابقة مسقط أيضاً بجائزة أصغر مشارك، والتي حصدها المقرئ عبدالرحمن بديع مطهر الذي يبلغ من العمر 10 سنوات.

 

فرحة الإنجاز 

“البلاد” حرصت على الحديث مع المتسابقين الفائزين، ومشاركتهم فرحة الإنجاز، والوقوف على تجربتهم الغنية بروحانيتها في حفظ القرآن الكريم وتجويده. 

من جانبه، أوضح إداري الوفد البحرين ناصر جناحي أن مسابقة حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف الخليجية (28) شهدت مشاركة 40 مقرئاً من دول مجلس التعاون. 

ويضيف: تضمن الوفد البحريني 12 شخصاً، بينهم 9 متسابقين، وحصدنا المركز الأول في الفئات الثلاث للمنافسة الجماعية. 

ويستدرك: إن الفئة العمرية الأولى تشمل الشباب بأعمار بين 21 و25 عاماً، فيما الفئة الثانية لمن تتراوح أعمارهم بين 16 و20 عاماً، وأما الفئة الجماعية الثالثة فتضمن التسابق لمن هم دون سن الـ15 عاماً.

 

تجويد وتفسير 

ويوضح جناحي أن الدرجات المعطاة تُحتسب على أساس الأداء الجماعي، لافتاً إلى أن 60 % من نسبة الدرجات تمنح لمستوى الأداء في قراءة القرآن، وحسن تجويده وتفسير معانيه ومفرداته. 

ويردف: هنالك أيضاً ما نسبته 40 % تحتسب لصالح قراءة الحديث الشريف بصورة صحيحة، وبتشكيله المعتمد، وإظهار حجم الاستفادة منه. 

وأشرف جناحي على وفد مملكة البحرين للمسابقة من الناحية الفنية، وتابع المشاركين على نحو مستمر، ولمس منهم الكثير من التعاون والجدية في مراجعة الحفظ. 

ويصفُ إداري الوفد التنظيم العماني لهذه الدورة بالممتاز والمتكامل، وتميزت المسابقة بمستوى عالٍ في الاستضافة. 

واعتبر جناحي أن وجود عبدالرحمن بديع كأصغر قارئ متسابق في هذا المناسبة قادماً من مملكة البحرين قد مثلنا خير تمثيل. 

ولم يغفل إداري الوفد من توجيه الشكر لله (سبحانه وتعالى) على توفيقه، وكذلك وزارة شؤون الشباب والرياضة بقيادة هشام الجودر، وإدارة شؤون القرآن بوزارة العدل والشؤون الإسلامية. 

 

القرآن حياتي 

وفي حديثه لـ“البلاد”، يُبيَن المتسابق والفائز بجائزة أصغر مقرئ عبدالرحمن بديع مطهر أن علاقته بالقرآن الكريم قد بدأت منذ أن كان في السابعة من عمره. 

ويردف: لقد نجحت في حفظ كتاب الله كاملاً وخَتمتهُ في شهر أكتوبر 2017 ( قبل 4 أشهر). 

وببراءة الطفل، يتحدث عبدالرحمن عما يعنيه القرآن بالنسبة إليه، مختصراً مشاعره في كلمات بسيطة (القرآن حياتي.. استفيد منه في رفع معنوياتي دائماً). 

ويصفُ عبد الرحمن مشاركته في مسقط بالممتازة، موجهاً الشكر الجزيل لوالديه، ولوزارة شؤون الشباب والرياضة ومراكز تحفيظ القرآن التابعة لوزارة العدل والشؤون الإسلامية.

 

 القراءات العشر 

وبلهجة الواثق من نفسه، يتحدث المقرئ الصغير عن طموحه المستقبلي في إتقان (القراءات العشر) وهي 10 قراءات لقراءة القرآن أقرها العلماء في بحثهم لتحديد القراءات المتواترة. 

أما والده بديع مطهر، فتحدث عن إيجابية سياسة مجانية الرسوم التي تتبعها مراكز تحفيظ القرآن التابعة لوزارة العدل، ودورها في جعل كتاب الله في قلوب الأطفال والشباب. 

ويظهر مطهر ثقة كبيرة في تنشئة ولدهُ عبدالرحمن ومستقبله، إذا أشار إلى أننا لم نعد نخاف عليه من رفاق السوء، والمحيط السيئ، فقلبه أضحى عامراً بالإيمان. 

 

من الذاكرة 

ويعود المقرئ محمود عيسى بذاكرته للوراء قليلاً، فيستحضر اتصالاً من رئيس الوفد قبل شهر من موعد المسابقة، وبعدها انطلقت حلقات التحضير ليلاً ونهاراً، وتحت متابعة يومية من إداري الوفد ووزارة شؤون الشباب والرياضة. 

ويردف محمود الذي يعمل معلماً لمادة التربية الإسلامية بمدرسة الفارابي: عُقدت مجالس يومية لمذاكرة معاني الحديث النبوي الشريف وكلماته، تلتها تصفيات محلية لاختيار الذين سيمثلون البحرين في المسابقة الخليجية. 

ويستطرد المقرئ عيسى الذي يناهز الـ24 عاماً: لم نذهب إلى مسابقة القرآن والحديث في مسقط لنشارك فقط، بل لننافسَ أيضاً، هذه الجزئية بدت جليةً للحضور منذ البداية. 

 

إخوان 

ويتابع: تعرفنا على أشخاص لم نكن لنعرفهم لولا هذه المناسبة، والتقينا إخواناً لم تلدهم أمهاتنا، ووجدت في دول الخليج حرصاً على تعلم القرآن ولمسنا الاهتمام طيلة أيام التصفيات. 

ويبارك المقرئ عيسى جهود كل من ساهم وشارك وتابع في تنظيم هذه المسابقات، وعلى رأسهم وزارة شؤون الشباب والرياضة. 

ويتطرق محمود إلى علاقته بالقرآن الكريم الذي مَن الله عليه بقراءته وحفظه، فهو شفاء للصدور، ونتمنى أن يكون شفيعاً لنا يوم القيامة، مستذكراً الآية الكريمة (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون). 

 

تعاون رسمي 

بدوره، يوضح المقرئ إبراهيم الخلف أن مشاركته في المسابقة الخليجية للقرآن والحديث النبوي ليست الأولى، فقد شارك قبلاً، وتحديداً قبل 6 سنوات وتحديداً في سلطنة عمان. 

ويتابع: غير أن التنظيم هذه المرة اختلف كثيراً، وأصبح أفضل من الدورات السابقة، فهنالك جودة في مستوى التسهيلات والخدمات المقدمة للمشاركين. 

ويرجع المقرئ الخلف نجاح الوفد البحريني في تحقيق المركز الأول عن جميع الفئات الثلاث لمدى التعاون بين الجهات الرسمية هنا. 

أما المشارك القارىء حسين اليافعي، فيظهر سعادته لما حققه الفريق من نتائج طيبة، أَخذَت البحرين إلى مكانة جديدة على مستوى الاهتمام بالدين الحنيف. 

 

اسم البحرين 

ويستطرد: فرحون جداً لأننا رفعنا اسم مملكتنا الغالية، وسط تواجد لمنافسة قوية من قبل المشاركين.  ويضيف: تعرفنا على المتسابقين عن قرب، ومستواهم يتميز بقوة الحفظ والتجويد، واستعدادهم كان جيداً. 

ويستعرض اليافعي بعض التفاصيل الخاصة بالمسابقة، موضحاً أن لجنة التحكيم شُكلت من بحريني واحد، وسعودي، و3 عمانيين، فيما تشهد هذه الفعاليات عادة مشاركة من الكويت والإمارات أيضاً. 

 

“طحنة” ناصر 

ويعزو المقرئ اليافعي نجاح وفد مملكة البحرين إلى الدور الجبار الذي لعبته وزارة شؤون الشباب والرياضة، مشيراً إلى أن إداري الوفد ناصر جناحي (يطحن فوق راسنا على طول ويحاتي)، إذ بذل مجهودا كبيرا في المتابعة والمراجعة على ما نحفظه أدى لهذه النتيجة الطيبة. 

ويؤكد المشارك المقرئ عبدالطيف البستكي أنه شارك في مسابقات محلية، ودولية (مصر، والمسابقة الهاشمية في الأردن، وثالثة في الجمهورية الجزائرية)، غير أن المسابقة الخليجية الأخيرة في مسقط تعد الأفضل من حيث الترتيب، والتجهيز، والالتزام بالمواعيد. 

ويشير البستكي الذي تخرج مؤخراً من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة إلى أن مسابقة مسقط شكلت فرصة للاتقاء بأهل القرآن من دول أخرى كالسعودية وقطر. 

 

عراقة 

ويضيف: إن المسابقة الخليجية للقرآن والحديث لها تاريخها وعراقتها، وحرصنا على تمثيل البحرين بأفضل صورة. 

ويعبر المقرئ عبداللطيف عن طموحه أن يصل بمستواه لبلوغ (القراءات العشر للقرآن الكريم). 

ويتحدث البستكي الذي يتولى إمامة مسجد عبدالله بن محمد آل خليفة في الرفاع عما يشغله كتاب الله من مكانة خاصة في قلبه، فهو دستور الحياة، ورغبته في حفظه والتأمل في معانيه نمت في وقت مبكر. 

 

أول ثانوي 

أما المقرئ عبدالرحمن العنزي، فيبين أن تواجده في مسابقة مسقط يعد الأول من نوعه في هذه النوعية من الفعاليات الإقليمية، ومشاركاته السابقة اقتصرت على التنافس المحلي. 

ويردف العنزي الذي لا يزال طالباً بالصف الأول ثانوي: الأجواء كانت (حلوه) والتنظيم رائع.. جرت تعبئة كبيرة من قبل المنظمين للوفد البحريني، وتعيين أشخاص مسؤولين لضمان الالتزام. 

ويقول: لن أخفي ما انتابني من مشاعر خوف ورهبة، فهذه المرة الأولى التي أواجه فيها هذا العدد من الحكام والمستمعين، ولكني سعيد بما حققناه من نتائج في نهاية المطاف.