العدد 3056
السبت 25 فبراير 2017
banner
كيف صمد صالح والحوثي
السبت 25 فبراير 2017

يحق لنا أن نتساءل عن الأسباب الكامنة وراء قدرة قوات المخلوع علي عبدالله صالح وحليفه الحوثي وجماعته على الصمود طوال هذه المدة من الحرب مع القوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، فقد كان من المفترض وحسب سيناريو وسياق الحرب التي بدأت منذ عامين تقريبا، كان من المفترض أن تنهار قوات الانقلاب خلال أسابيع أو أشهر قليلة على أكثر تقدير، ولكنها حتى الآن وبعد مرور عامين على بدء الحرب مازالت تحتل الكثير من المناطق اليمنية وعلى رأسها العاصمة صنعاء وتفرض سيطرتها على الشعب اليمني فيها وقادرة على القتال، فهل هناك ثغرات أم ماذا؟

ربما تكون أول الثغرات عدم شمولية الحصار الذي فرضته قوات التحالف حيث بعد هذين العامين نجد أن الشاحي الغربي بمعظمه يقع تحت سيطرة مليشيات صالح والحوثي وأن تحريره يتم حاليا من قبل قوات الشرعية، وهذا يعني أن تلك المليشيات كانت تتلقى العتاد والدعم عن طريق تلك الموانئ طوال المدة السابقة، هذا الدعم لم يتوقف من إيران وجهات أخرى ستتكشف مستقبلا وتعرف هويتها وهو الدعم الذي لولاه لما تمكنت تلك المليشيات من الصمود لشهر واحد وليس لسنتين. 

ثاني الثغرات بقاء صالح من خلال الاتفاق الذي ترك على إثره الرئاسة ولكنه لم يترك السلطة، هذا الاتفاق أتاح له الهيمنة على الجيش اليمني وسلاحه المكدس لعقود مسبقة وتمكن به من الانقلاب على السلطة الشرعية المنتخبة محاولا العودة للصورة من جديد والقفز على الثورة اليمنية والإرادة الشعبية التي كانت الأساس في خلعه وطرده من كرسي الحكم.

وربما أهم الثغرات تمكن صالح والحوثي من تحويل الحرب من حرب وطنية بين انقلابيين يهدفون إلى سلب اليمن قراره وإلحاقه بمنظومة إقليمية مرفوضة شعبيا من جانب وبين إرادة شعبية تريد الحفاظ على استقلاله وعروبته من جانب آخر إلى حرب قبلية وطائفية تتغذى من هاتين الحالتين وبالتالي اشتراك جل الطائفيين والقبليين المرتبطين بمصالح خاصة في هذه الحرب، لذلك انحازت بعض القبائل التي ترتبط قياداتها بمصالح خاصة مع علي عبدالله صالح وربما الحوثي كذلك، وساهمت الطبيعة الجبلية لليمن وتمرس القبائل عليها في إطالة أمد هذه الحرب نظرا لقدرة العناصر القبلية على التخفي في جبال اليمن ومعرفتها ممراتها الخفية والمتعددة.

ولكن مع ذلك نعتقد أن هذه الحرب لن تطول أكثر من ذلك خصوصا مع تمكن القوات الشرعية من تحرير كل السواحل اليمنية وإخضاعها للشعب اليمني... والله أعلم. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .