+A
A-

قرينة العاهل:رفع الإنتاج الزراعي المحلي وتحقيق اكتفاء غذائي

أكدت قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قدرة المعرض في المساهمة في تحقيق الكثير من أهداف المبادرة الوطنية والمتمثلة في رفع مستوى الاهتمام بالقطاع الزراعي سواء كان على صعيد تنمية وتطوير المساحات الخضراء، ورفع نسبة الإنتاج الزراعي المحلي وتحقيق اكتفاء غذائي، وبيان أهمية الزراعة ودورها في تطوير الحياة البيئية، ورفع مستوى الوعي والثقافة الزراعية بشكل عام، وتطوير المناهج المتخصصة والمحتوى التعليمي لرفع قدرات العاملين في القطاع الزراعي، ومراجعة القوانين أو تطوير القرارات اللازمة لتنمية القطاع وتحسين ظروف العاملين فيه.  

وكانت سموها قد افتتحت أمس (الأربعاء) تحت الرعاية السامية لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، معرض البحرين الدولي للحدائق بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات.

 

امتداد تاريخي

وبهذه المناسبة، ثمّنت سموها عاليًا دعم ومساندة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لأعمال المعرض، الذي تعود بداياته الأولى، كحدث وطني، إلى الخمسينات من القرن الماضي، حيث كان يحظى بمتابعة ورعاية حكام البحرين الكرام، (طيب الله ثراهم).

وأعربت سموها عن فخرها بالأداء الرفيع للمعرض بالنظر إلى دوريته السنوية، وتخصص مواضيعه، وتنوع مشاركاته ليحتل وبكل جدارة موقعًا متميزًا على ساحة الفعاليات الدولية التي تستضيفها مملكة البحرين. 

وبينت سموها أن المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي تعمل من خلال مهامها على التخطيط لهذا الحدث السنوي المهم ويتم تحديد موضوعه السنوي بشكل مدروس، وتباشر المبادرة على مدار العام للعديد من النشاطات والمشاريع بالتعاون المباشر مع المؤسسات الرسمية والمدنية ومؤسسات القطاع الخاص لتقديم أوجه الدعم والمساندة لتطوير ما يلزم في المجال، خصوصًا على صعيد التوعية والتثقيف والتدريب وإنشاء الحاضنات المتخصصة وإقامة المشاريع النموذجية، كالأسواق الموسمية أو الدائمة للمزارعين. 

واطلعت سموها في جولتها في المعرض على منصات الجهات المشاركة سواء المحلية أو الدولية التي اعتمدت أحدث التجارب والأساليب والابتكارات الزراعية التي تسهم في استغلال المساحات المحدودة في الزراعة، والتي تتيح للجمهور فرصة التعرف إلى الطرق والأفكار المثلى التي تساعدهم على تصميم المساحات الصغيرة المهملة وغير المستغلة في الزراعة وبيان فائدتها في تنقية الأجواء، والحد من التلوث، بالإضافة إلى تجميل المساحات بنباتات الزينة أو النباتات المنتجة التي توفر بعض من الاحتياجات الغذائية لأصحابها.

 

تصاميم جامعة البحرين

ويقام المعرض هذا العام تحت شعار “الحدائق المصغرة”، إذ تولت جامعة البحرين هذا العام بالتعاون مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، وضع تصورات المنصة الرئيسة للمعرض والمجسدة لشعار هذا العام. 

كما نفذت الجامعة من جانبها التصاميم الموضوعة، لتكون أحد أبرز المعروضات المتاحة أمام ضيوف المعرض، وذلك من خلال تقديم أفضل الأنظمة والأساليب التي تساهم في استغلال المساحات الصغيرة والمحدودة في تصميم وإنشاء الحدائق المصغرة بطرق علمية مدروسة سهلة التطبيق، وسيتضمن العرض صور حية لبيوت ومباني من البيئة المحلية وكيفية اتباع الطرق والأساليب والحلول الصحيحة عبر توظيف أنواع معينة من النباتات والزهور التي تتناسب مع صغر المساحة وتتحمل حرارة المناخ، وذلك بهدف زيادة المسطحات الخضراء وتلطيف الجو.

 

200 عارض

يشارك في معرض الحدائق هذا العام أكثر من 200 عارض بتصاميمهم ومنتجاتهم وتقنياتهم وابتكاراتهم على مساحة تبلغ 7000 متر مربع، حيث تم تخصيص الركن التجاري في قاعة رقم 1 ويضم العديد من الشركات والمشاتل الزراعية لتسويق المنتجات المختلفة مثل الزهور والشتلات والأدوات الزراعية وأثاث الحدائق، ومعدات الإضاءة وكل المنتجات والخدمات الزراعية، أما القاعة رقم 2 فخصصت كركن التوعوي ويتضمن المؤسسات الرسمية والتعليمية ومؤسسات المجتمع المدني، لعرض برامج التوعية والتثقيف والخدمات التي تقدمها هذه الجهات، بالإضافة إلى عرض الابتكارات والإبداعات والمشاريع الزراعية. أما ركن التصميم في نفس القاعة فقد تم تخصيصه للمشاركين من القطاعين الخاص والعام لعرض الحدائق المتطورة والعروض المبتكرة في مجال تنسيق وتصميم الحدائق.

واستقطب المعرض هذا العام عدد من الشركات من مختلف دول العالم مثل فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، واليونان، واليابان، وكندا، وتايلند، والصين، واندونيسيا، وتركيا، وروسيا، لعرض أحدث الابتكارات والتصاميم والتقنيات الزراعية وتطبيقاتها وتجاربهم الناجحة في هذا المجال، إلى جانب عدد من الشركات الزراعية من دول إقليمية وعربية مثل المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، والجمهورية العربية السورية، والمملكة المغربية.

 

حديقة حسية

وتم احتضان ولأول مرة حديقة حسية صممت خصيصًا لزوار المعرض من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتم من خلالها تقديم نماذج لنباتات وأعشاب عطرية صالحة للأكل ومنصات لمس ومنحوتات وعروض المياه التي تعتمد في تصميمها على الصوت والموسيقى، إلى جانب تخصيص جناح للأطفال في “حديقة خلاصي” عن طريق تقديم العديد من الأنشطة الهادفة والألعاب وورش العمل الزراعية التوعوية والتعليمية للأطفال، والتي تهدف المبادرة من خلاله إلى نشر التوعية بالثقافة الزراعية خصوصًا بين فئة الأطفال لإكسابهم مهارات حيوية جديدة.

كما يحتضن المعرض جريًا على عادته السنوية جناح سوق المزارعين في معرض البحرين الدولي للحدائق ويحتوي أربعة عشر مزارعًا بحرينيًّا لعرض منتوجاتهم المحلية المتنوعة والمتميزة، وذلك بهدف التسويق للمنتجات البحرينية، ويفتتح المعرض أبوابه للجمهور بدءًا من صباح الخميس ولغاية الأحد من الساعة العاشرة صباحًا وحتى التاسعة ليلاً. يذكر أن معرض البحرين الدولي للحدائق الذي تنظمه المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي من المعارض المتخصصة في مجال البستنة والزراعة وهو الحدث المهم الذي ينتظره الكثير من محبي الزراعة، إذ يقدّم الكثير من الخدمات والتقنيات والمعلومات الزراعية التي تسهم في تنمية مهارات ومعارف المهتمين بهذا القطاع الحيوي من زوار المعرض، وعادة ما يستقطب المعرض كبار الشخصيات والمهندسين المعماريين والمهندسين الاستشاريين والمستثمرين والمطورين والمهنيين من مختلف القطاعات بالإضافة إلى الهواة ومحبي الزراعة وطلبة المدارس والجامعات.