أعفت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى شابًا "28 عامًا – بحريني" مما نسب إليه بتهمة الإتجار في المؤثر العقلي "الشبو"، لإبلاغه عن المصدر الذي يتحصل منه على تلك المؤثرات، فيما عاقبته بالحبس لمدة 3 سنوات فقط عن تهمة التعاطي، في حين قضت بإدانة مصدر حصوله على تلك المؤثرات، وهما سيدتان من الجنسية التايلندية، بالسجن لمدة 5 سنين وبتغريم كل منهما مبلغًا وقدره 3000 دينار، وبرأتهما من تهمة تعاطي ذات المادة.

كما أعفت المحكمة برئاسة القاضي الشيخ حمد بن سلمان آل خليفة وعضوية كل من القاضيين ضياء هريدي ومحمد جمال عوض وأمانه سر عبدالله محمد، المتهمة الثانية بالقضية مما نسب إليها بتهمة الإتجار بالمخدرات وبرأتها أيضًا من تهمة التعاطي المنسوبة إليها، فضلاً عن تبرأتها للمتهمتَين الخامسة والسادسة مما نسب إليهما.

وأمرت المحكمة بمصادرة المضبوطات، وبإبعاد المتهمتان المُدانتان بالإتجار نهائيًا عن البلاد عقب الانتهاء من تنفيذ العقوبة المقضي بها بحقهما.

وذكرت المحكمة في حكمها إن الواقعة التي توصلت إليها تتحصل في أن متهمة مجهولة مقيمة في ماليزيا، أسست وأدارت عصابة تتكون من المتهمات الثانية والثالثة والرابعة، وأخريات مجهولات الهوية، فتقوم بجلب المؤثر العقلي "الشبو" إلى مملكة البحرين عن طريق متهمات مجهولات من تايلند إلى البحرين؛ وذلك بعد إخفاء المؤثر في مقابض يد الحقائب النسائية التي بحوزتهن.

وأضافت أنه وبعد دخولهن يبدأ دور المتهمة الثانية، والتي تستقبل تلك الحقائب وتقوم بتخزينها في مسكنها، ومن ثم تتواصل مع تلك المجهولة عن طريق المتهمة الثالثة والتي على علاقة مباشرة المقيمة في تايلند.

وتحصل المتهمة الثانية على معلومات من يرغب في شراء المؤثر العقلي وبعد التواصل معه هاتفيًا تستلم منه المبلغ، وتقدمه للمتهمة الرابعة والتي تحضر إليها لاستلام تلك المبالغ؛ وذلك لإرسالها على حساب المتهمة المجهولة في تايلند، إذ تسحب الأخيرة قيمة الممنوعات من خلاله وهي في بلدها.

وكانت بدأت التحريات حوال ظروف الواقعة من خلال تحريات سرية وردت حول  المتهم الشاب، على اعتبار أنه يحوز ويحرز كمية من "الشبو"؛ بغرض بيعه وتعاطيه، فأعد لذلك كمين لضبطه متلبسًا بالتعاون مع أحد المصادر السرية، والذي اتفق معه على شراء كمية من المؤثر العقلي بقيمة 500 دينار، على أن يستلمها منه في منطقة مدينة حمد.

وبالفعل حضر المتهم بواسطة سيارة وسلّم المصدر السري كمية "الشبو" المتفق عليها واستلم منه قيمتها وانصرف مسرعًا، إذ دخل إلى مسكنه لكنه سرعان ما خرج منه واستقل دراجةً نارية.

وبتتبع تحركاته لحين وصوله لإحدى المزارع بمنطقة داركليب تم إيقافه فيها وقبض عليه أفراد إدارة مكافحة المخدرات.

وأثناء تفتيش مسكنه عُثر على علبة سوداء تحتوي على 7 أكياس مختلفة الأحجام كان فيها "شبو"، وبجوارها ميزان حساس وأكياس شفافة فارغة جاهزة للتعبئة.

وأثناء التحقيق معه اعترف أنه يبيع المؤثر المذكور، وطرح اسم تلك السيدة المجهولة على المحقق، موضحًا أنه سبق وأن اتفق معها على أن يستلم كمية 100 جرام من "الشبو".

وأبدى الشاب تعاونه مع أفراد شرطة الإدارة لضبط أفراد العصابة التابعة للمتهمة المجهولة والمقيمين في مملكة البحرين، إذ تواصل مع المجهولة أمام ضابط البحث والتحري "ملازم أول"، وسألها عن موعد استلامه كمية الـ 100 جرام المتفق عليها، فأبلغته بالتوجه إلى منطقة العدلية لاستلام الكمية المتفق عليها.

ووجه الملازم أول المذكور للمكان المتفق عليه، وهناك عثر على حقيبة يد نسائية، وكان الشبو مخفيًا في مقبض اليد الخاص بها بطريقة محكمة.

وتواصل المتهم مجددًا مع المجهولة لإبلاغها أنه استلم الكمية ومستعد لدفع قيمتها البالغة 1000 دينار، والتي أجابته في اليوم التالي وردت عليه بضرورة التواصل مع المتهمة الثانية لتستلم منه المبلغ.

فاتصل الشاب بالمتهمة الثانية وأخبرها أن صديقه -ويقصد به ضابط البحث والتحري- سيسلمها المبلغ الخاص بالصفقة، وتمكن الضابط من القبض عليها حال استلامها للمبلغ، والذي عثر خلال تفتيش مسكنها على كيس يحتوي على المؤثر العقلي "الشبو" في غرفة نومها.

وبالتحقيق مع الثانية اعترفت أنها استلمت من المتهمة المجهولة في الأسبوع السابق للقبض عليها على عدد 9 حقائب يد نسائية، وأقرّت بأن المتهمة الثالثة هي من تقوم بتوزيع تلك الحقائب عليهم، وأن الرابعة متخصصة باستلام قيمة المخدرات وتحويلها إلى حساب المجهولة، والتي قالت أنها تدعى "ماما".

ونظرًا لاستخراج إذن من النيابة العامة لضبط وإحضار وتفتيش مسكن المتهمة الثالثة تم التوجه إلى مسكنها والقبض عليها، وضبط بحوزتها على 18 حقيبة أخرى جميعهم يحتوون على ذات المؤثر العقلي، والتي تعاونت مع أفراد الشرطة في القبض على المتهمة الرابعة في كمين آخر على ادعاء أنها ستعطيها قيمة عملية بيع "الشبو" للمتهم الأول" وما إن حضرت الأخيرة حتى تم القبض عليها.

وثبت بتحليل عينة إدرار المتهمين الأول والثانية والثالثة والرابعة، احتوائهم على المؤثر العقلي "الشبو".

وكانت النيابة العامة أحالت المتهمين جميعًا للمحاكمة على اعتبار أنهم بتاريخ 18/6/2016، أولاً: المتهمين من الأول وحتى الرابعة: باعوا وحازوا و أحرزوا المؤثر العقلي "الشبو" بقصد الاتجار في غير الأحوال المصرح بها قانونًا، ثانيًا: المتهمين جميعًا: حازوا وأحرزوا بقصد التعاطي ذات المؤثر العقلي، بالإضافة لمادة الحشيش المخدرة بحق المتهم الأول.