العدد 3051
الإثنين 20 فبراير 2017
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
ناقوس الخطر!!
الإثنين 20 فبراير 2017

لم يكن اكثر المتشائمين من عشاق فريق برشلونة ينتظر السيناريو المهين الذي انحنى به البلوغرانا امام الفريق الفرنسي باريس سان جيرمان في الدور الثمن النهائي لدوري الابطال عندما تجرع مرارة السقوط المدويّ بأربعة اهداف نظيفة في المواجهة التي احتضنتها حديقة الأمراء في باريس، كيف لا واغلب التوقعات قبل انطلاقة المباراة كانت ترجح كفة برشلونة للخروج بنتيجة إيجابية سواءً بالفوز او الاكتفاء بالتعادل بأسوأ الاحوال، وذلك بسبب تمرّس برشلونة الشبه دائم على باريس سان جيرمان ولا سيما في الادوار الاقصائية!!. 

الآراء تضاربت بعد اللقاء حول الكيفية التي آلت عليها المباراة ولخصت النتيجة النهائية الكبيرة والغير منتظرة على الإطلاق، فالبعض اعتبر ان "البي اس جي" بقيادة مدربه القدير أوناي أمري هو من فرض شخصيته على برشلونة واحكم قبضته على مكامن قوته ولذلك تفوق واكتسح العملاق الكاتلوني بهذه الطريقة المهينة، في حين ذهب البعض الآخر لإعتبار ان الفريق الباريسي تمكن من تحقيق هذا الفوز الكاسح ليس لأنه كان خارقاً للعادة بقدر ما كان برشلونة ضعيفاً للغاية واشبه بالحمل الوديع طوال مجريات المباراة، وبين هذا وذاك، اتفق الجميع على ان برشلونة في فرنسا تعرض للإهانة والإذلال اكثر حتى مما تعرض له في المانيا عندما انحنى امام بايرن ميونيخ وبرباعية نظيفة ايضاً في نسخة عام 2013 والتي هزت الاوساط الاوروبية آنذاك!!.

هذه الهزيمة المذّلة ربما تقودنا للنظر في بُعد آخر يفوق مستوى بُعد الحديث الوقتي عن هزّة تعرض لها الكيان البرشلوني وزلزلت بعض اطرافه، فالحديث عن المستوى المخيب الذي قدمه البلوغرانا في اللقاء ربما يكون اكبر بكثير كون اعتباره حدث لدوافع هبوط في الأداء العام للفريق او لتراجع في مستوى بعض اللاعبين، إنما قد يكون مؤشراً لدق ناقوس الخطر لبداية انهيار المنظومة الكتلونية التي ابهرت العالم واجبرت الجميع على الوقوف لها احتراماً وإجلالاً، فالحال يختلف كثيراً بين عودة برشلونة للقمة بعد انهياره امام البايرن عام 2013 وبين إمكانية عودته للقمة بعد سقوطه امام باريس سان جيرمان في عام 2017، فالسقوط امام البايرن كان بسبب سوء اداء من الفريق آنذاك وليس لإعتبارات أخرى، بينما الانحناء امام باريس احد اهم اسبابه تراجع مستوى بعض اللاعبين لتقدمهم في العمر ولإنتهاء فعاليتهم الحقيقية مع الفريق، ناهيك عن تخبطات انريكي الفنية والتكتيكية والتي زادت الفريق ضعفاً وهواناً!!.

لا اريد استباق الاحكام قبل اوانها، فلازالت آمال برشلونة في العودة من بعيد قائمة في لقاء الاياب الذي سيقام في الكامب نو حتى وان كانت تبدو ضعيفة، بيد ان النقطة التي يجب ان ندركها ان برشلونة وبغض النظر عن مدى قدرته على البقاء في دوري الابطال من عدمه هذا الموسم، يجب التنويه الى انه بدأ بفقد جزء من قوته فعلياً منذ الموسم الماضي رغم تتويجه ببعض الالقاب، وها هو يستمر في المستوى التنازلي هذا الموسم رغم بلوغه نهائي كأس ملك اسبانيا، اي ان هناك ثمة مؤشرات تدعو الى ان برشلونة في الوضع الراهن سيستمر في فقد قوته اكثر واكثر مع توالي الايام، وبناءً على ذلك يجب على إدارة برشلونة بدأًً من نهاية هذا الموسم ان تصنع ثورة كبيرة في الفريق على صعيد الجهاز الفني واللاعبين اذا ما ارادت المحافظة على جودة المنظومة وعدم انهيارها سريعاً، فالعديد من اللاعبين المهمين والذي كان يعول عليهم برشلونة لصنع المجد تقدموا في العمر ولم يعد بإمكانهم تقديم نفس العطاء، بالاضافة لضعف التعزيزات التي قامت بها إدارة النادي لتقوية الفريق في الانتقالات الصيفية الماضية، ناهيك عن سوء إدارة انريكي وتواضع مؤهلاته التدريبية لقيادة فريق بحجم برشلونة!!. 

اما اذا لم تعرف ادارة النادي خطورة المرحلة التي يمر بها برشلونة وعواقبها الوخيمة، فإنها ستعرض فريقها للإنهيار سريعاً وحينها سيبدأ البناء من نقطة الصفر .. فحذارِ من الاستخفاف والتهاون!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .