في مثل هذا اليوم قبل 16 عامًا، وضعت البحرين حجر الأساس لمشروع إصلاحي شامل، أطلقه عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وشارك في كتابة تفاصيله الشعب البحريني بإرادة وطنية صادقة وإجماع شعبي غير مسبوق، لتسطر البحرين ملحمة تاريخية تجسدت في ميثاق العمل الوطني.  

هذه الجهود المخلصة رسمت خريطة الطريق لمسيرة النهضة والتقدم وحددت الوجهة التي يريد أبناء هذه الأرض الطيبة الذهاب إليها وصولاً إلى الإصلاح الشامل، فكان الميثاق إيذاناً لانطلاق القيادة الحكيمة والشعب الوفي في هذه المسيرة المباركة متخطين كل التحديات والعقبات في سبيل الارتقاء بالبحرين لتكون مملكة دستورية عصرية ونموذجًا رائدًا للتطور والإصلاح وأرضًا للتسامح والتعايش.

هذا الإنجاز العظيم وضع قواعد راسخة وأسسًا متينة للإصلاح السياسي والدستوري وترسيخ دولة القانون والمؤسسات وفق رؤية القيادة الرشيدة وإرادة حرة لشعب واع قرر التمسك بوطنيته، والسعي إلى رفعة بلده، واستكمال مسيرة الآباء والأجداد وقيمهم الأصيلة التي شكلت عماد الوحدة الوطنية وأمن وسلامة المجتمع عبر الأجيال.

الالتفاف الشعبي الذي نشهده اليوم حول ميثاق العمل الوطني يؤكد وحدة الصف الوطني وتكامل مكوناته وأركانه، ويقظة الشعب للظروف الدقيقة التي تحيط بالوطن، وتصديه بجسارة لمحاولات قوى الشر التدخل في شؤون البلاد بهدف النيل من أمنها واستقرارها واستلاب خيراتها.

هذه الروح الوطنية الجامعة تتجلى في التمسك بالخيار الديمقراطي والوحدة الوطنية في مواجهة التطرف والإرهاب والتدخلات الخارجية، وحماية المنجزات المحققة في ظل دولة وطنية مدنية حديثة يسودها الاستقرار السياسي والأمني والرخاء الاقتصادي والاجتماعي، لتقدم البحرين إلى العالم نموذجًا يحتذى به في التحول الديمقراطي القائم على قواعد دستورية راسخة خطت بأيادي أبنائها المخلصين.