العدد 3023
الإثنين 23 يناير 2017
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
كأس العالم الجديد!!
الإثنين 23 يناير 2017

نفذ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو الوعد الذي قطعه على نفسه وللعالم أجمع بزيادة عدد المنتخبات في كأس العالم في حال وصل لمقعد رئاسة الفيفا، وذلك إبان حملته التي خاضها في المعترك الانتخابي لبلوغ الكرسي الرئاسي، حيث تم منذ أيام قليلة في المدينة السويسرية زيورخ التصويت من قبل جميع الاتحادات القارية المنضوية تحت قبة الفيفا بالموافقة على زيادة مقاعد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 48 مقعدًا، وذلك بدءًا من البطولة التي ستقام عام 2026 والتي لم يحدد المستضيف لها بعد.

هذا القرار الجريء الذي اعتمده الفيفا في اجتماعه الاستثنائي أثار الكثير من الجدل وحدثت حوله الكثير من الانقسامات على مستوى الرأي، فبعض الأطراف رحبت بهذا القرار معتبرةً أن زيادة عدد المنتخبات سيعطي الفرصة لجميع المنتخبات في مختلف القارات للمشاركة في أكبر محفل عالمي للكرة، في الوقت الذي أثار قرار ايفانتينو سخط وغضب العديد من الأطراف الأخرى التي ترى وتعتقد أن قرار زيادة المنتخبات سيسهم بشكل أو بآخر بإضعاف بطولة كأس العالم فنيًّا وسيخرجها عن إطارها المعتاد!!.

على الرغم من أن الفيفا لم يصدر بعد الآلية التي ستسير عليها البطولة المستحدثة من حيث كيفية توزيع المقاعد على كل قارة تحديدًا، لكن وبحسب وجهة نظري المتواضعة جدًّا، أرى أن رفع عدد المنتخبات قرارٌ يتم قراءته وتقييمه من جانبين مختلفين للغاية ولا يلتقيان إطلاقًا، فهو قرارٌ سيكون بمنظور إيجابي لتلك المنتخبات المتواضعة التي تتخلف فنيًّا عن نظيراتها القوية والتي تجد الصعوبات الكبيرة في التواجد في هذا المحفل الكبير وذلك لمحدودية المقاعد المفتوحة للمنافسة في كل قارة، في حين أنه سيكون سلبيًّا لتلك المنتخبات التي اعتادت التواجد في بطولات كأس العالم، لأن فرص تواجد المنتخبات الضعيفة في البطولة سيزيد أكثر، وبالتالي سيتراجع مستواها الفني لا محال، وهذا ما يتناقض مع طموحات هذه المنتخبات!!.

الرأي الأول فيما أسلفت سيقودنا للتفرع والتحدث باللغة التي تسودها العاطفة، فبكل تأكيد أن قرار الفيفا المتفق عليه سيصب في صالح منتخباتنا الخليجية والعربية في القارة الآسيوية تحديدًا، فالفرص ستكون سانحة لتواجد أكثر من منتخب خليجي وعربي في كأس العالم بعد أن تقلصت الحظوظ وعجزت منتخباتنا في إثبات الحضور والتواجد في هذا المحفل في آخر النسخ، في حين أن الرأي الثاني سيقودنا للتحدث باللغة التي تحاكي الواقع، والتي تتلخص في أن قرار الزيادة سيضعف البطولة من الناحية الفنية دون أدنى شك في ذلك نظرًا لإدراكنا التام بنوعية وجودة المنتخبات التي ستسنح لها الفرص للتأهل لكأس العالم ولن تعطي الإضافة الفنية إليها، وبالتالي فإن من المتوقع أن تكون نسخة 2026 واحدة من أضعف البطولات فنيًّا على الإطلاق!!.

واعذروني أن أختم كلامي بعيدًا عن العاطفة لأنني أبحث عن رؤية كأس عالم كما أطمح ويطمح معي أغلب المتابعين، ففي الحقيقة أجد نفسي متوافقًا مع تغيير نظام عدد المنتخبات في كأس العالم، ولكن ليس من ناحية الزيادة والنقصان، بل في إعادة النظر في توزيع المقاعد الممنوحة لكل قارة، فقارتا أوروبا وأمريكا الجنوبية تستحقان أن تمنحا فرصًا أكثر لتواجد منتخباتها عن الفرص الحالية، لأنه وبكل بساطة ممثليّ هاتين القارتين هم الوحيدون القادرون على رفع الجودة والظفر بالألقاب بعد عجز الآخرين طوال تاريخ البطولة، وبالتالي يجب تقليص عدد المقاعد الممنوحة للقارات الأخرى ومنحها لأوروبا وأمريكا الجنوبية تحديدًا، هذا لمن كان يطمح برؤية كأس عالم رفيع المستوى!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية