+A
A-

تقرير “الجودة”: معلمون في “الجسرة الابتدائية” يهددون أمن الطلبة

سجّل تقرير رسمي للهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب، حول مدرسة الجسرة الابتدائية للبنين، تراجع مستوى أداء المدرسة في الإنجاز الأكاديمي وعمليتي التعليم والتعلم والفاعلية العامة من المستوى المرضي إلى المستوى غير الملائم.

وأكد التقرير تدني مستويات الطلاب الأكاديمية وضعف اكتسابهم المهارات الأساسية في جميع المواد الدراسية، وضعف إدارة سلوك الطلاب لدى المعلمين في بعض الدروس، وإدارتهم وقت التعلم بصورة غير فاعلة وغير منتجة.

 

ضعف تربوي 

وخلصت نتيجة التقرير إلى تصنيف أداء المدرسة بأنه “غير ملائم” في تصنيف محور “الفاعلية العامة للمدرسة”.

وذكر التقرير أن “ما يهدد أمن الطلاب وسلامتهم الجسدية والنفسية هو استخدام فئة من المعلمين أساليب غير تربوية في التعامل معهم، فضلاً عن تدني وعيهم الشخصي، وعدم التزام معظمهم بالسلوك الحسن”. وبين التقرير أن بعض الطلاب يلتزمون بالسلوك الحسن في بعض الدروس، إلا أنهم يبدون تصرفات غير لائقة في غالبيتها تنم عن قلة وعيهم، كالأحاديث الجانبية وحالات الشجار المتكررة، والتعدي على زملائهم لفظيا وجسديا أثناء الدروس وفي الفسحة وقلة احترام معلميهم. وأشار التقرير إلى أن الطالب في المدرسة يعاني من أثر نفسي سلبي؛ نظراً لاستخدام بعض المعلمين أساليب غير تربوية للتعامل مع الطلاب.

وتقع المدرسة في الجسرة بمحافظة الشمالية، وتأسست في العام 1959، وتضم المدرسة 184 طالبا، ويبلغ عدد أفراد الهيئة الإدارية 5 إداريين و3 فنيين، فيما يبلغ عدد أفراد الهيئة التعليمية 23 معلما.

نقص كوادر

وجاء في محور نطاق “قدرة المدرسة الاستيعابية على التحسن”، انعدام دقة وشمولية التقييم الذاتي للمدرسة الذي انعكس على ضعف عمليات التخطيط الإستراتيجي، وعدم الدقة في تحديد أولويات التطوير والتحسين، ومؤشرات الأداء، وضعف آليات المتابعة.

وبين أنه من أهم التحديات التي تواجهها المدرسة تتمثل في ضعف مستويات الطلاب الأكاديمية، والنقص في المعلمين الأوائل لقسمي اللغة الإنجليزية والرياضيات وعدم توافر صالة رياضية، إذ أوصى التقرير بسد النقص الحاصل في الموارد البشرية في المدرسة.

 

أخطاء لغوية

وسجل التقرير في محور “التعليم والتعلم” أن معلمين المدرسة يوظفون إستراتيجيات تعليم وتعلم توظيفا مناسبا في قلة من الدروس، مثل العمل الجماعي، فيما جاء توظيفها في نصف الدروس والمواد الأساسية بمستوى غير ملائم؛ وذلك لوقوع بعض المعلمين في أخطاء لغوية بمادتهم العلمية.

ولوحظ أن معلمي اللغة الإنجليزية يستخدمون اللغة العربية في تقديم دروسهم، مما أثر سلبا في اكتساب الطلاب المعارف والمفاهيم والمهارات الأساسية.

وقال التقرير “يوظف معظم المعلمين المصادر والموارد التعليمية المتاحة، ويحفزون الطلاب بأساليب تحفيز وتشجيع لفظية ومادية، إلا أن أثرها في جذب الطلاب واستثارة دافعيتهم وحماسهم نحو التعلم جاء محدودا، إذ إن معظم المعلمين يديرون دروسهم بصورة غير منظمة وغير منتجة؛ وذلك لعدم قدرتهم على ضبط سلوك الطلاب الذين لا يلتزمون التعليمات”.

 

محدودية الإرشاد

وفي سياق “مساندة الطلبة وإرشادهم”، بيّن التقرير أن متابعة المدرسة الطلاب صباحاً قبل الطابور الصباحي وأثناء انصرافهم واستخدامهم الحافلات يتم بصورة غير منظمة، ودون إشراف كاف، مما يشكل خطراً على سلامة الطلاب وأمنهم، وفي المقابل المدرسة تحرص على صيانة بعض مبانيها ومتابعة المقصف المدرسي، وصلاحية مطافئ الحريق والتدريب على عملية الإخلاء.

وأردف التقرير جوانب عدة تحتاج إلى تطوير، منها المساندة الشخصية والتعليمية المقدمة للطلاب بمختلف فئاتهم، وأمن الطلاب وسلامتهم داخل المدرسة، وعند استخدامهم الحافلات، وتطوير برامج تعديل السلوك، وتنمية الوعي الإيجابي لدى الطلاب.

 

تحصيل عالٍ

وخلصت نتيجة “إنجاز الطلبة الأكاديمي” إلى أن الطلاب يحققون نسب نجاح مرتفعة في الامتحانات المدرسية والوزارية، في الغالبية العظمى من المواد الأساسية تتراوح ما بين 87 %، و100 %.

وبين التقرير أن طلاب الحلقتين في الأعوام الدراسية الثلاثة الأخيرة حققوا تقدما متفاوتا في نسب النجاح في المواد الأساسية، تتراوح بين الثبات وعدم الاستقرار أثناء انتقالهم من صف إلى آخر.

وأشار التقرير إلى أن الطلاب المتفوقين تقدموا في دروسهم وأعمالهم الكتابية وطلاب صعوبات التعلم في برامج التربية الخاصة، بصورة مناسبة، بخلاف الطلاب ذوي التحصيل المنخفض الذين يتقدمون بصورة غير ملائمة لا تتناسب قدراتهم.

وذكر التقرير أن المدرسة تحتاج إلى تطوير مستوى إنجاز الطلاب الأكاديمي، بما يتضمنه من رفع نسب الإتقان، وتنمية المهارات الأساسية لديهم في المواد الدراسية، إضافة لضرورة تقدُّم الطلاب وفق قدراتهم المختلفة في الدروس والأعمال الكتابية.

 ضعف شخصية

وعلى صعيد “التطور الشخصي للطلبة”، كشف التقرير عن أن فئة محدودة من الطلاب تشارك في الدروس. وذكر أن معظم الطلاب ينشغلون عن مجريات الدروس في الصف بالأحاديث الجانبية، واللعب، والتراشق بالأدوات والمشاجرات المتكررة والعنيفة في بعضها؛ نظراً لضعف بعض المعلمين في إدارة الدروس، وضبط سلوك الطلاب، ومحدودية الفرص المتاحة لتحفيزهم نحو المساهمة في الدروس. وسجل التقرير عدم شعور الطلاب بالأمن النفسي؛ نظرًا لاستخدام فئة من المعلمات أساليب غير تربوية في التعامل.

وفي الشأن ذاته، لقي محور “القيادة والإدارة والحوكمة” ضعف الخطة الإستراتيجية غير الدقيق، إلا أنها لم تتضمن مؤشرات أداء واضحة، ولم تكن آليات تنفيذها ومتابعتها مناسبة.

وبيّن التقرير أن المدرسة لا تتابع أداء المعلمين بالزيارات الصفية، وتقديم التغذية الراجعة، ولم تكن كافية، مما انعكس على عمليتي التعليم والتعلم بصورة غير ملائمة.

 

التوصيات

أوصى تقرير الهيئة بالتدخل الخارجي السريع بتقديم الدعم والمساندة اللازمين؛ لتفعيل دور القيادة المدرسية في رفع مستوى الأداء العام للمدرسة، وضمان سلامة الطلاب وأمنهم، وتعديل سلوكهم.

وحث في التوصيات على متابعة أثر انعكاس برامج رفع الكفاءة المهنية للمعلمين على رفع مستوى الإنجاز الأكاديمي للطلاب وتطوير استراتيجيات التعليم والتعليم بالتركيز على كسب الطلاب المهارات الأساسية في المواد الدراسية وتوظيف أساليب تقويم فاعلة ومتنوعة.

ولفت إلى سد النقص الحاصل في الموارد البشرية المتمثل في المعلمين الأوائل، والنقص في المرافق المدرسة.