+A
A-

" الدي جي" تسبب في اندثار فنوننا الشعبية وتوقفت حفاظا على تاريخي!

استطاع الفنان الشعبي احمد " قرينيه" الخروج عن أبناء جيله من الفنانين الآخرين بإنتاج لون خاص مستقل وذلك بفضل ما امتاز به من صوت وذوق وإبداع ، فأتقن أداء الفنون الشعبية في شتى صورها وانهمك في عشقها على طريقته دون مبالاة بالعوائق والظروف، وساهم مساهمة فعالة في نشر الفنون الشعبية البحرينية في كافة إرجاء الوطن العربي وأعطاها من صوته الجودة والروعة ولكن " قرينيه" فضل اليوم الاحتفاظ بشخصيته الفنية وتاريخه بعد ان فقدت الفنون الشعبية شروطها وقوانينها على يد الجيل الحالي وبالتالي فقدت الأذواق وتغير الزمان ، فلم يعد الغناء الشعبي " شعبيا صرفا" وإنما هجين واضحي في حاجة إلى سند ولكن أين هو السند والعمالقة من أمثاله تواروا عن الأنظار!

البلاد وبإشعاعها دائم الأثر في الساحة الفنية أجرت هذا اللقاء مع المطرب الشعبي المعروف " احمد قرينيه"

لقد توقفت في قمة عطائك الفني ...لماذا ؟

احمد قرينيه وكما هو معروف " سيف لين يدش المكان" وأجيد كل ألوان الغناء الشعبي ولكن لكل وقت رجاله واليوم هو وقت الشباب الذي يحاول ان يقوم بتقليد جيلنا ولكني أتصور ان ذلك صعب جدا ، فلا نحن نفهم لهم ولا هم يفهمون لنا .

في البداية ادخلوا " الاورغ" ثم العود ومن ثم جاء ما يسمى " بالدي جي" وهذه الآلة لا اعرف عنها لغاية اليوم أي شيء وهي من تسببت في اندثار الفنون..لذلك ونظرا لاختلاف الوضع وتغير الحياة فضلت التوقف عن الغناء والاحتفاظ بتاريخي بدل من الدخول في متاهات وأمور لا اعرف أفهمها.

هل لازالت بعض الفرق الشعبية تعمل لغاية اليوم ؟

فرقة إبراهيم الشاعر " النجاح" لازالت مستمرة ولكن بوجوه نسائية كاملة بقيادة زوجته ، أما فرقة عبدالقادر " قدور" فقد توقفت مثلنا وغيرها من الفرق المعروفة 

ما هو الفرق بين السبعينات وجيل اليوم ؟

الفرق كبير جدا ..فأعراس " زمان غير" . نبدأ في زف المعرس ونمشى معه إلى بيت العروس ، ثم " نعوشر عليه" وبعدها ندخله إلى بيت العروس . وكل الأعراس في ذلك الزمان كانت  تقام في " الحوش" او في " السطح" ولم يكن عندنا أيضا " المايكروفونات" بل كنا نغنى  بأصواتنا ..نغنى الدزة والعاشوري والخماري و لعربي و النجدي والبستات

هل تتذكر الأغنية التي اشترت بها ولازالت عالقة في الذاكرة..كثيرون يقولون بأنك أجمل صوت غنى " محمد يابوي محمد " ؟

نعم..أغنية " محمد يابوي محمد" اشتهرت كثيرا ولكن هناك أغنية لاقت نجاحا اكبر  ولا زالت إلى يومنا هذا وكان الجميع يطلب سماعها وهي أغنية أديتها بعد موت شقيقتي مباشرة. فمن وقع الحزن لفراقها رحمها الله حيث توفاها الله وهي في سن 22 سنة  توقفت عن الغناء فترة من الزمن ولكن بعد إصرار الأصدقاء وإلحاحهم عدت بهذه الأغنية التي كانت تبكي جميع من يسمعها وهي أغنية" وين أهل المروه قلبي تجوه..صكو علي الباب جني عدوه" وهذا كان تحديدا منتصف السبعينات.

هل تشعر ان الإرث الشعبي الذي قدمه جيلكم آخذ في الاندثار والنسيان بسبب عدم معرفة شباب اليوم المهتم بالفنون كيفية المحافظة عليه ؟

صعب جدا..." بيغزر عليهم البحر" ...فالفنون الشعبية التي قدمناها في تلك السنوات تريد من يتقنها على أصولها وليس هكذا، وأنا شخصيا جلست مع الشباب ولكني اكتشفت انهم بعيدون تماما عن اللون الذي نؤديه ويميلون أكثر إلى اللون الحديث مثل أغاني المسجلات والدي جي ..استطيع القول ان الفنون التي كنا نؤديها في ذلك الزمان قد اختفت فعلا

الم تفكروا في تلك الفترة بإنشاء جمعية تضم جميع الفرق الشعبية الموجودة ؟

قامت وزارة الإعلام آنذاك بعمل مشكور حيث استدعت الفرق الشعبية وسجلت أغانيهم المختلفة وكونت أرشيف جميل من الفنون الشعبية ، ولكن كان يفترض ان يكون هناك توجه بدمج كل الفرق الشعبية ..بمعنى دمج الفرق الشعبية الصغيرة مع الفرق الكبيرة والمعروفة والرسمية من اجل المحافظة على التراث بشكل صحيح والمشي بثبات بدل من التشتت ، ومن الفرق المعروفة فرقة " فاطمة لخضارية" وفرقة" عايشة ادريس" وفرقة " خميسه بنت ريحان" وفرقة " امينة السليم" وفرقة " العبده السهالوه" وفرقة " عبدالقادر" وفرقة " إبراهيم بن مسعد"  . هذه الفرق الموجودة في  المحرق اما فرق المنامة فهي فرقة " طيبة الفيروز" وفرقة " دولة بنت سالم" وفرقة" سبيكة عبدالحميد" وفرقة " شريفة القعيسي" أما فرق الرفاع فهي فرقة " ام راشد" وفرقة " بنت زايد" ومن البديع فرقة " صالحة بنت سالم".

كل هذه الفرق كان لها صيت  ومعروفة نساء ورجالا وخرجت في نفس الفترة ولكنها ومع كل أسف انتهت بسبب عدم وجود تواصل معهم وتقديم الدعم والإسناد للفرق المتعثرة.

هل من كلمة أخيرة؟

اشكر ديرتي وقيادتها واشكر جمهوري واشكر جريدة" البلاد" التي تذكرتنا وأعادتنا إلى الواجهة ولم تنسانا