العدد 3006
الجمعة 06 يناير 2017
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
الآفة التي تهدد طلاب المدارس
الجمعة 06 يناير 2017

من المؤسف حقا أن نشاهد ظاهرة التدخين تستفحل أمام المدارس ويتسع مداها بين الطلاب دون معالجة جذرية لهذه الآفة الخطيرة التي تهدد صحة أجسام بناة المستقبل وعماده، والمقلق انتشارها بين الفئات العمرية الصغيرة من طلاب الإعدادية والابتدائية، فمشوار التدخين كما هو معروف يبدأ في أغلب الأحيان بسجارة في المدارس لاسيما في ظل مبادرة الطلاب بالتبرع بالسجائر لزملائهم من باب الكرم والرجولة، ومما يؤكد هذا هو أنك عندما تسأل غالبية المدخنين عن بداية مشوارهم مع التدخين ستجد جوابهم مقرونا بالمرحلة التعليمية أو بالصف الذي كانوا فيه حينما بدأوا ممارسة التدخين. ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحميل المدارس المسؤولية المطلقة في تنامي ظاهرة التدخين عند الطلاب، حيث إن جميع المدارس بلا استثناء تمنع ممارسة التدخين بداخلها بل إن عقوبة من يتم ضبطه تصل إلى حد الإيقاف لمدة فصل كامل ومع هذا هناك اختراقات تحدث هنا وهناك، حيث إن الطلاب يدخنون في الخفاء خصوصا في دورات المياه، ويتجاهرون بها خارج أسوار المدرسة أمام مرأی الجميع، ومن الطبيعي تناقل هذه العادة بين الطلاب، لذلك فإن تدخل المدرسة في شأن مكافحة التدخين له بالغ الأثر في علاج هذه الظاهرة التي تخلف وراءها آثارا مدمرة، حيث إن الدروس والبرامج التوعوية لو قدمت بشكل واضح لطلبة المرحلة الابتدائية لكان لها دور كبير في مكافحة هذه الظاهرة وستظل آثار هذه الدروس والبرامج باقية وراسخة في أذهان الطلبة. وسأتناول دور التعليم في مكافحة التدخين. أولا المناهج: لابد أن تتضمن جميع مواد الحلقة الثانية درسا واحدا على الأقل يتناول أضرار التدخين. ثانيا البرامج التوعوية في الإذاعة المدرسية وتفعيل دور المرشد الصحي في عمل ندوات ومحاضرات علمية يشارك فيها الأطباء والطلاب وأولياء الأمور. ثالثا الجدية في تطبيق لائحة الانضباط الطلابي ضد الطلاب المدخنين داخل الحرم المدرسي وعدم التهاون معهم، فلو تم الاهتمام بهذه الأمور التوعوية في المرحلة الابتدائية سيتقلص عدد المدخنين بشكل كبير وسيتقلص أيضا عدد المرضى المصابين بالأمراض الناجمة عن التدخين في المستقبل وسينشأ جيل صحي خال من الأمراض التي يسببها التدخين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .