إنجاز جديد وقصة نجاح رائعة تسطرها مجموعة من أبنائنا، 30 طالبا بالمرحلة الثانوية تعاونوا على جمع التبرعات “30 ألف دولار” في 20 يوما، واستطاعوا ترميم منزل آيل للسقوط تسكنه 4 أسر متعففة مكونة من 13 شخصا خلال 73 يوما فقط.

مبادرة تطوعية تعد الأولى من نوعها في البحرين، وإنجاز مميز ومتقن في زمن قياسي حققه 30 طالبا لم يتجاوزا سن الـ 17 عاماً في مدرسة الرفاع فيوز الدولية، والفضل يعود الى إدارة المدرسة التي تنتهج أسلوبا تربويا رائعا بتشجيع الطلبة على المبادرة والانخراط في العمل التطوعي كجزء من منهجها التعليمي. 

في مقالي الأخير رفعت مناشدة لوزارة التربية والتعليم بإدراج الأعمال التطوعية ضمن المنهج الدراسي، وكدت لا أصدق أن حلمي متحقق في مدرسة “الرفاع فيوز”. أنتهز هذه الفرصة الذهبية لمناشدة وزير التربية والتعليم لتعميم هذه التجربة الوطنية والأكثر من رائعة في المدارس الحكومية، فأبواب الخير وأنواع الأعمال التطوعية لا تعد ولا تحصى، وهي بيئة خصبة لتربية أبنائنا على حب الخير ومد يد العون للفقراء والمحتاجين. ممارسة الأعمال التطوعية في سن مبكرة لها فوائد جمة في بناء وتنمية المهارات الشخصية، وزرع حب الخير والولاء للوطن.

فعلا نموذج مشرف لتربية أبنائنا على الخلق والإيثار، وتذكيرهم بتعاليم ديننا الإسلامي وكيف كانت حياة نبينا العظيم والصحابة رضي الله عنهم زاخرة بأعمال الخير والأخلاق الحميدة “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”. فالعمل التطوعي يجمع كل الأخلاق والفضائل الإنسانية وله قدرة على تربية وإصلاح النفس الانسانية وتطويعها لحب الخير والعطاء بلا حدود ودون مقابل. ويجد ممارسوه الخير والبركة أينما كانوا، ويلتمسون آثاره الجميلة في كل جوانب حياتهم.

التجربة جديرة بأن تكون نموذجا ومنهجا تعليميا يطبق بالمدارس الثانوية، ومنجزو المشروع يستحقون التكريم، وحبذا لو نقلت تجربتهم بفيلم قصير ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي والمدارس.

كل الشكر والتقدير للمشرف على المشروع الشيخ سلمان المشعل، والفريق الإداري بالمدرسة ومجلس بلدي الجنوبية، على هذا الإنجاز التربوي والإنساني بكل ما يحمله من معاني حب الوطن والتضحية في سبيل عمل الخير. تجربة ملهمة للطلبة ستظل تفاصيلها محفورة في نفوسهم ومحفزة لمستقبلهم العملي. نموذج يحتذى به في تطوير مناهج التعليم، وخلق البيئة المدرسية الملهمة في العمل التطوعي والمشجعة على الابتكار والإبداع.