للأسف مازلنا نسمع ونشاهد تجاوزات لا تخدم مطلقاً المفهوم الحقيقي للوطنية، والتعبير عن مظاهر الفرح بطريقة لا تمثل عادات وتقاليد وقيم المجتمع البحريني، ولا أجد لها مبررا يخدم الوطن ولا نفهم الهدف من ورائها، علاوة على بعض المبالغ التي تصرف في غير محلها، واقع مخجل يزيد من مخاوفنا على حال مستقبل الأجيال القادمة. 

انتشر قبل أيام هاشتاغ في وسائل التواصل عبر فيه المواطنون عن استيائهم من فيديو انتشر مؤخراً فيه فتيات يرقصن رقصا شرقيا ضمن فعاليات الاحتفال باليوم الوطني، ترى ما الرسالة المراد إيصالها من هذه الفقرة المخلة لديننا وعاداتنا؟

تتنوع الاحتفالات والمناسبات ويبقى الأهم احترام الدين والقيم واحترام الذوق العام، نحن بحاجة لفهم واستيعاب ثقافة الاحتفال ودلالاتها، وكيفية إبراز إيجابياتها وغرسها في عقول وقلوب أبنائنا لننقل لهم رسائل حضارية صادقة تصقل أفكارهم وأخلاقهم، رسائل لا تخرج عن واقعنا وتقاليدنا، نحن بحاجة لوعي وفهم لكيفية الاحتفال فهناك أفعال تؤكد أننا نسير بخطوات لابد من تصحيحها وإدراك أبعادها، أما الاستمرار وجهل العواقب المترتبة سيخلق جيلا مشوشا فاقدا للهوية والتعبير عن الوطنية لتصبح حكراً على الرقص والغناء والأغاني الصاخبة والتفحيص وغيرها من المظاهر.

حب الوطن دعاء خالص وسعي يحفظ أمنه ومكانته، وفضفضة مشاعر حب مكبوتة بأساليب حضارية لا تخدش الحياء ولا تسيء للآخر، تعبير عن فرحة لا تتمثل في حفلات ماجنة واستعراضات مخلة.

جميعنا مسؤول عن تعزيز ثقافة الاحتفال باليوم الوطني حتى لا يتحول إلى يوم للتجاوزات التي تنتقص من شأنه وسمعته، أو يوم تتحول فيه الفرحة لمأساة عندما نفقد أرواح أعزاء بسبب طيش وجهل واستهتار.

رغم استيائنا من بعض فعاليات الاحتفال باليوم الوطني، خصوصا ونحن نعيش أياما محزنة بسبب ما يصيب إخواننا في حلب من قتل ودمار، إلا أننا لن نهضم حق من ساهم بنجاح الاحتفال، نشكر جهودهم وعلى رأسهم وزارة الداخلية التي اجتهد كل أفرادها لحفظ الأمن وتنظيم الشوارع والمسيرات..

وأتمنى في السنوات القادمة أن يستغل هذا اليوم لتعزيز الوطنية بطرق تتناسب مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا لنكون خير معين يحفظ هوية ووطنية الأجيال القادمة.