العدد 2990
الأربعاء 21 ديسمبر 2016
banner
كلمة السر ميونيخ
الأربعاء 21 ديسمبر 2016

إن العالم أجمع يتجرع نتاج ثورته الصناعية التي اجتاحت بقاع المعمورة وأتت على كثير من مقدرات الحياة، سواء التصحر الذي أصاب العالم نتيجة القضاء على الغابات، أو الشح المائي الذي يضرب بقاع الأرض، وكان لنا منه نصيب الأسد، فمن العجائب أن بلد المليون نخلة والعيون العذبة التي تغنى بها الشعراء مهدد خلال العقدين القادمين بأزمة مائية طاحنة.
ورغم استشعار الدولة الخطر المائي منذ عام 1982 وتشكيل العديد من اللجان، حيث أقيمت العديد من محطات تحلية مياه البحر واستخدمت تقنية معالجة الصرف الصحي، إلا أن الأزمة تطل بوجهها القبيح علينا، ويتوقع لها خلال العقدين القادمين أن تكون على أشدها.
وهنا التساؤل ماذا أعددنا لهذه الأزمة غير العادية من وسائل مجابهة؟ فعشرون سنة ليست قليلة، ولكن هل الحلول تواكب مواردنا وهل هي قابلة للتحقيق؟ مهما كانت فهي قضية مصير، فقيام المملكة العربية السعودية باستيراد كامل احتياجاتها من الحبوب وتوفير مياه الزراعة للاستهلاكات المنزلية خطوة ولكن لا مناص عن مواجهة مصيرنا، وقد يبدو هذا الحل غير ملائم لنا حيث إن البحرين اشتهرت بالزراعة منذ القدم ولا تستطيع أن تهمل إرثها في هذا المجال ولا تملك رفاهية استيراد غذائها بالكامل خصوصاً مع وطأة الأزمات التي تحيق بالمنطقة.
بالعلم نحيا... إن الدول التي انتهجت سياسات البحث العلمي تتصدر المشهد العالمي، وهنا نلفت النظر إلى التجربة الأردنية القائمة على استخدام المطر الصناعي فمن المأمول أن تؤدي إلى نتائج ايجابية بعد نجاحها في كل من الصين وألمانيا على سبيل المثال. واستعانت الأردن بشركة “ويذرتك” بالتعاون مع جامعة ميونيخ حيث شكلت تقنية الأيونات ثورة في عالم تحسين المطر من خلال تطويع العلم إلى خدمة البشرية حتى في المناطق الجافة التي تشابه بيئتنا.
ويواكب تعاون الأردن في مواجهة التصحر ونقص المياه تعاون الكويت مع جامعة ميونيخ أيضاً في إنشاء جامعة في الكويت تهتم بجميع تخصصات العمارة والطاقة النظيفة للاستعداد لعصر ما بعد النفط.
كم أتمنى أن أسمع عن خبر مماثل لاستلهام تجربتي الأردن والكويت في الاستعانة بالخبرة الألمانية في مواجهة شقي الأزمتين المشرفتين على العالم وهما انتهاء الاعتماد على البترول ومواجهة الشح المائي وزيادة الرقعة الزراعية في البحرين.
ومع الحملات التوعوية التي تقوم بها وزارة الكهرباء والماء إلا أن الإسراف في استهلاك المياه نابع عن التكلفة المتدنية المدفوعة نظير الماء رغم الكلفة الباهظة التي تتكبدها الدولة، لذا يجب أن يستشعر الناس الخطر حتى نستطيع أن نجد حلاً لأزمة المياه الطاحنة، فهل يجب أن تزيد الفاتورة حتى نلجأ للاستهلاك الرشيد؟
إن الحلول سالفة الذكر بالاضافة إلى الجهود المبذولة التي لا يستطيع اغفالها عاقل يجب أن توضع نصب أعيننا فالكل يتوقع أن يكون عام 2040 ثقيلاً على دول الخليج والبحرين خصوصا في ظل احصاءات الخبراء، ونتمنى أن تخفق توقعاتهم وتعبر البحرين أزمة المياه كما عبرت غيرها من الأزمات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية