العدد 2984
الخميس 15 ديسمبر 2016
banner
احتياجاتنا المصيرية
الخميس 15 ديسمبر 2016

إن نجاح حوار المنامة 2016 يجب ألا يمر مرور الكرام، فهو نابع من التنسيق الجيد الذي لا ينكره عاقل، فاجتماع أكثر من عشرين دولة في حلته الثانية عشرة تعطي دلالة للعالم أجمع عن مكانة البحرين وقدرة قيادتها الحكيمة في لمِّ شمل العالم تحت راية معتدلة تنجى بنا من مهالك التطرف والإرهاب الذي يحصد الأرواح البريئة.

ولكن بعض الدول تراهن على الحلول الأمنية في مواجهة موجة الإرهاب الجديدة، حيث طالت نيرانها الجميع، فلم تخلو بلد إلا وأصابتها ولو شرارة نتيجة الإرهاب الأعمى الذي لا يرى ولا يذر وما زال ضيق أفق بعض الدول ينحصر على الحلول الأمنية والاستخباراتية في مواجهة موجة الإرهاب والذي يتم تصدير أغلبها للشرق الأوسط.

ولكن حقيقة الأمر أن مشكلة المشاكل تكمن في حلين أولاً العدالة المنتقصة في تناول الغرب لقضية فلسطين وإحساس الشباب بالغبن في منظمات الأمم المتحدة فيما يتعلق بكل ما هو مسلم مثلما حدث في مينمار وسكوت العالم عن الإبادة الممنهجة لأقلية الروهينجا.

والحل الثاني هو انتشار التعليم في المناطق النائية وعدم ترك أهل هذه المناطق فريسة سهلة لتجار الدين الذين يأسرون لب الشباب بالحديث الآسر، ويدسّون السم في العسل، حتى أصبح هذا الشباب أشبه بالثور الهائج، ولا يستطيع أن يرى سوى الشهادة في غير محلها وضرورة مجابهة قوى الظلم دون فراسة أو تريس أو تعقل لوزن الأمور بميزان الحق. ومع وجود ممثلين لليابان والصين وغيرهم من دول آسيا بالإضافة إلى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والإقرار أن مصير الخليج مرتبط بمصير دول الاتحاد الأوروبي.. كلمات يجب أن نضعها على ميزان حساس فهذه الدول لا تدرك سوى مصالحها البحتة، فيجب أن يلتحم العرب على صياغة فكر واحد وأن ينبذوا الفرقة السائدة بينهم ولنا في دول مجلس التعاون أسوة حسنة في التلاحم والذي يجب أن يكون مثالاً لباقي الدول العربية حتى يستطيعوا صياغة متطلباتهم من الغرب، فالغرب يرى فينا مصلحته الأمنية في درء الإرهاب في بلده، بالإضافة إلى أننا دول استهلاكية يستطيع أن يسوق لها كل ما يزيد غلته الاقتصادية في وقت يعاني فيه العالم من كساد وتوتر أثر على اقتصادات جميع الدول.

إن إدراك العالم الغربي ودول العالم الأول بحاجتها للدول العربية وأهمية الحوار مع الدول العربية والإسلامية يجب ألا يمر مرور الكرام ويجب ألا نسلم بإخلاص النوايا، فيجب أن نسلط الضوء على ما يهمنا والغافل عن أعينهم والذي يديرون وجهوهم حتى لا يروه، صحيح أن جميع الدول اتفقت ولكن هل اتفقت على الرؤية التي تلامس متطلباتنا أم عن الرؤية التي صدروها إلينا.

إن الشرارة قريبة منا وتلتمس خيراتنا نحن فيجب أن نستعد لحوار المنامة القادم بحلول خارج صندوق الفكر الذي يصدره لنا الغرب وندرك مدى احتياجاتنا.

إن إدراك القيادة لهذه الأمور والتفاف القوى الوطنية المخلصة حول الفكر المعتدل الذي تتبناه البحرين والتطلع إلى النماذج الإيجابية والابتعاد عن النماذج السلبية سيكون له مردود إيجابي فلا ينكر عاقل اهتمام البحرين بالتعليم والتنمية الذي أفرز وعي مجتمعي نأى ببلدنا عن العديد من المشاكل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .