العدد 2979
السبت 10 ديسمبر 2016
banner
مصير واحد
السبت 10 ديسمبر 2016

لقد كان لكلمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى رئيس قمة دول مجلس التعاون الخليجي السابعة والثلاثين الأثر البالغ في تشخيص وملامسة الواقع الملح الذي يعيشه العالم وليس الشرق الأوسط فقط حينما أشار إلى احتياجنا لتثبيت الأمن والسلم الإقليمي والدولي، حيث إن الأمن والأمان محوران متلازمان لحفظ سلامة أوطاننا وأمن شعوبنا ودافع لتطوير عجلة التنمية.

ورغم انتهاء أعمال القمة الخليجية السابعة والثلاثين، إلا أن أثرها لن ينتهي فقد كانت قمة استثنائية بجميع المقاييس عطفاً على رأي الملمين بالشأن الإقليمي والعالمي وعطفاً على المخرجات التي لم تترك شأناً إلا وتناولته. وقد كان لوجود رئيسة وزراء بريطانيا ما يثبت هذا الأثر وما شاهدته بعينيها وصرحت به للجميع حيث أدت زيارتها لتعاون استراتيجي سيعود بالنفع على الجميع. فمجالات التكامل الاقتصادي والتنموي للدول الأعضاء وتحديات مواجهة المصير الواحد بالإضافة إلى الخطوات المتخذة في سبيل الوحدة الخليجية النابعة من طلب شعوب دول الخليج الست كلها دفعت إلى وتيرة الإسراع فكان للاتحاد الجمركي والربط المائي والكهربائي انطلاقاً إلى السوق المشتركة الأثر الفعال على شعوب المنطقة، مما يؤكد أنها تسير على المسار المستنير في سبيل وحدة وطننا الكبير وهذا ما أدى إلى تطور مجالات التكامل في سبيل هذه الوحدة ولعل أبرزها السكك الحديد والتعليم والتعاون الأمني والدفاع المشترك.

ولقد تطلع العالم أجمع وليست شعوب دول مجلس التعاون الخليجي فقط لنتائج القمة من خلال 52 مؤسسة إعلامية منها الإقليمي والدولي، مما يؤكد ثقل مجلس التعاون الخليجي، فلم يبق أمل للعرب سوى المجلس للحفاظ على الأمة العربية في ظل التحديات والصراع مع الإرهاب والحروب الداخلية التي مزقت العديد من الدول العربية، خصوصاً في ظل الوهن الذي أصاب جامعة الدول العربية. 

لم ينس قادة دول المجلس العظماء فلسطين الجرح الذي مازال ينزف منذ ستين عاماً في جسد الأمة العربية.

إن تأكيد مجلس التعاون على وحدة أراضي الدول العربية ورفض أي تقسيم خصوصا في العراق وليبيا واليمن والالتزام بقرارات الأمم المتحدة صاحبه الدعم المعنوي والمادي الذي لا ينكره عاقل.

وتم توجيه العديد من الرسائل الإيجابية إلى طهران فلم تتخذ دول مجلس التعاون حذراً على البضائع الإيرانية، وأكد المجلس على وجوب مراعاة حسن الجوار وتفهم متطلبات الشعوب العربية مقارنة للموقف الإيراني الذي لا يصب في مصلحة الطرفين، حيث جاء رد وزير الخارجية على خطاب إيران لأمير الكويت الذي لم يفصح عن فحواه ولكن تأكيداً على سياسة المملكة التي كانت ومازالت مفتوحة للجميع طالما يتم مراعاة سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤون الآخر، ولعل تفاهمات أوبك تكون إحدى الأبواب المواربة لإنهاء التوتر ووأد الفتنة الطائفية التي لن تعود على أحد بالنفع.

لا تكفي السطور لإلقاء الضوء على كامل التوصيات الأربع والسبعين التي أحاطت بالشأن العربي انطلاقاً من دور مجلس التعاون الإقليمي والعالمي، وكلنا نتطلع للقمة القادمة في الكويت لنرى ما تم تحقيقه من هذه التوصيات ونأمل أن تأتي القمة القادمة بالاتحاد الكامل في ظل الخطوات المؤثرة التي تم اتخاذها في هذا السبيل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية