العدد 2978
الجمعة 09 ديسمبر 2016
banner
نداء أمهات... لأبناء معاقين ذهنياً
الجمعة 09 ديسمبر 2016

اتصلت بي إحدى الأمهات تبكي بحرقة ومشاعر ألم وخوف على مصير ابنها المعاق ذهنياً وجسدياً البالغ من العمر 6 أعوام. (أم محمد) واحدة من مئات الأمهات اللاتي رزقن بأبناء ذوي إعاقات متعددة، أنقل نداءهن وأتمنى أن تحظى قضتيهن الإنسانية باهتمام المسؤولين. تعاني الأمهات من عدم وجود مراكز تحتضن الأطفال خلال الفترة الصباحية والمسائية، وتكمن المعاناة عند بلغوهم سن السابعة، حيث يصعب منع خروجهم من المنزل، مما يعرضهم لمخاطر عديدة مثل الحوادث المرورية والاغتصاب والتعرض للأذى الجسدي والنفسي. تلك المعاناة تستمر إلى حين بلوغ أبنائهن المعاقين سن الأربعين والخمسين، حيث يمرون بمراحل الطفولة والشباب دون أن يجدوا مراكز تأهيل ورعاية تحتضنهم وتحميهم من دائرة الانطواء والحزن والتعرض للأذى والحوادث.

تقول (أم محمد): لا نتخلى عن أبنائنا، لكننا لا نستطيع تلبية كل احتياجاتهم، كما أننا نكبر معهم ونصل لمرحلة الشيخوخة فنقف عاجزين عن رعاية أنفسنا فما بالكم برعايتهم؟ نطالب الدولة بقطاعيها الحكومي والأهلي الاهتمام باحتياجات هذه الفئة التي لا حول لها ولا قوة، والمبادرة بعمل برامج تعليمية وتأهيلية مناسبة لإعاقتهم وأعمارهم، وذلك باحتضانهم خلال الفترة الصباحية والمسائية في المراكز والأندية الشبابية من خلال الشراكة والتعاون بين الجهات التنفيذية والأهلية ودعم القطاع الخاص. 

أرى الحل مناسبا وعمليا، وأقترح التنسيق بين الوزارات المختصة والجمعيات الأهلية لتوفير الطاقم الإداري والتطوعي المشرف على تأهيلهم في المراكز. الحلول المتوسطة أفضل من عدمها. وطالما وجدت ستأخذ طريقها نحو التطوير. ويمكن تطبيق التجربة في إحدى المدن ثم تعميمها، فالعمل الإنساني يبدأ صغيراً ويكبر سريعاً بفضل من الله والأيادي البيضاء. هذه الخدمة والمسؤولية الاجتماعية والوطنية لو تحققت ستسهم في تقليل المعاناة، قصة العائلتين التي نشرتها الزميلة “الأيام”، لا تمثل سوى جزء من حكايات الألم والعذاب النفسي الذي تعيشه هذه الأسر الفقيرة والعاجزة. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية