تبدأ اليوم الثلاثاء قمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون السابعة والثلاثون على أرضنا الغالية البحرين، في مرحلة تاريخية يجري فيها تطرف ملحوظ وصراعات مختلفة على النطاق العالمي، والطبقة الحاقدة على دولنا الخليجية تنمو بشكل متزايد وأولها الرجعية الإيرانية التي لا تتوقف عن ممارسة السياسة التوسعية الشوفينية وخطواتها الواضحة في ميدان الكيد والتآمر ضدنا ومحاولة فرض لغة الإرهاب على مجتمعاتنا، وإذا كان على قادتنا حفظهم الله ورعاهم مناقشة أكثر من قضية وأكثر من موقف في هذه القمة التاريخية فنتمنى أن تكون الانطلاقة من قضية إعلان الاتحاد الخليجي، وحسمها نهائيا بغية تحقيق أكبر الانتصارات التي ينشدها الشعب الخليجي الذي يقف اليوم في المواقع الأمامية دفاعا عن أرضه ومجتمعه وهو يمثل الترسانة العسكرية الحقيقية والقوة المتمركزة، كل في مجاله وميدانه.

إن الاتحاد الخليجي أصبح قضية أساسية ومن أهم الأمور المطروحة أمام قادتنا في هذا الواقع المعقد والأطوار الغريبة التي يمر بها العالم، فالمرحلة تتطلب عملا واسعا على جميع الأصعدة لإنشاء هذه القاعدة الجبارة “قاعدة الاتحاد الخليجي”، وهي كما نراها كشعب خليجي واحد قاعدة لا مفر منها ولا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف كان، وفي المرحلة التي دخلنا فيها أصبح الاتحاد  الحاجة الأولى لاستمرارنا وتقدمنا، ولسنا بحاجة الى تحليل مجمل الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأوضاع الإرهابية وحصيلة نشاط العدو الإيراني وغيره من القوى المعادية. الأمور الاقتصادية والأمنية هي أمور ذات أهمية بالغة ولكن قبل كل شيء لابد من القول إن حلم الاتحاد هو الأهم ونطلب أن يتم اعتماده والتحضير له وسير أعماله والتوصل الى نتائج فورية في قمة المنامة التي ينظر اليها العدو لأسباب عديدة. 

إننا لا نقصد من ذلك إغفال القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية لأننا بالفعل نعمل كدول خليجية منذ القدم في كل المجالات آنفة الذكر في تناغم وتكامل وحققنا ما لا يحصى من الإنجازات، وأهدافنا وسياساتنا موحدة ولكن ما ينقصنا هو الاتحاد المطروح حاليا في كل بيت خليجي، فالوصفة الناجحة لدول مجلس التعاون الخليجي اليوم لمواجهة الموجة الجديدة من الأخطار والإرهاب هي إعلان الاتحاد الخليجي.

دول الخليج على المحك والدول في مختلف بقاع العالم تتكتل وتتحد لمواجهة أية محاولة للاختراق أو العبث بالأمن.