العدد 2972
السبت 03 ديسمبر 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
كلاسيكو الأرض!
السبت 03 ديسمبر 2016

كلاسيكو ليس كأي كلاسيكو في العالم، هي قمة ينتظرها العالم بأسره، وليست إسبانيا وحدها، صدام برشلونة وريال مدريد مساء هذا اليوم في الكامب نو سيعلن عن توقف الحركة في شوارع مدينة برشلونة؛ إيذانا بإعطاء ضربة الانطلاق لكلاسيكو مجنون ينتظره العديد من الشغوفين بالقمة وما أكثرهم حول العالم!

وكعادة الأجواء التي تسبق الكلاسيكو، فإن وسائل الإعلام بمختلف تلاوينها شرعت طوال الأسبوع في تخصيص تقارير للغريمين تهم مختلف الجزئيات المتعلقة بتحضيرات الفريقين للحدث الذي ينتظره كل المهتمين في العالم، والتعرف على مكامن القوة والضعف في كلا الفريقين وحالتهما الفنية قبل انطلاق قمة القمم، ومدى أهمية اقتناص نقاط المباراة الكاملة لكل فريق منهما في طريق المنافسة على اللقب.

ولأن هذا الكلاسيكو ليس كأي كلاسيكو في العالم كما أشرنا سلفاً، فإن الاهتمام بفوز فريق على حساب الآخر يأتي في المقام الأول في حسابات الفريقين من هذه المعركة الطاحنة، ولست هنا أعني حسابات المنافسة على اللقب، وكسب النقاط بقدر الحسابات المتعلقة بالحساسية الكبيرة بين الفريقين ومدى العداء التاريخي بينهما الذي يجبرهما على رفض الهزيمة من الآخر مهما كانت الأسباب ومهما كانت الظروف!

ورغم إيماننا التام بأن لقاءات الكلاسيكو لا تحكمها الظروف، إلا أن برشلونة يبدو في وضع أفضل من ريال مدريد؛ لكي يحقق الفوز في لقاء اليوم، فالبارشا سيخوض نزال اليوم متسلحاً بمساندة جماهيره التي ستغص مدرجات الكامب نو في برشلونة، بالإضافة لبعض الأخبار السارة التي أكدتها إدارة النادي بعودة بعض اللاعبين المصابين لخوض لقاء الكلاسيكو بعد أن كانت المؤشرات السابقة تستبعد إمكان عودتهم للكلاسيكو مثل عودة انيستا وبيكيه.

أما ريال مدريد، فإنه يمر بظروف سلبية للغاية قبل الكلاسيكو المرتقب وضعت المدرب زيدان في مأزق كبير في كيفية الإعداد لهذه القمة المنتظرة، فالريال يعاني العديد من الغيابات المهمة، وآخرها إصابة غاريث بيل التي ستبعده فترة طويلة، في الوقت الذي كان زيدان أساساً يتجرع مرارة إصابة كروس وموراتا وبقية اللاعبين المؤكد غيابهم عن الكلاسيكو اليوم، لذلك سيواجه زيدان صعوبات كبيرة في اختيارات التشكيلة المناسبة والتكتيك اللازم وفقاً للأدوات المتاحة له.

في الموسم الماضي، فاجأ ريال مدريد الجميع عندما تمكن من الفوز على برشلونة في لقاء العودة في الكامب نو، حينذاك كان الفريق الملكي يمر بظروف عكسية وحالة من عدم الاستقرار نتيجة التغيير في الجهاز الفني، في الوقت الذي كان فيه برشلونة في أوج عطائه، وكان متوقعاً له أن يفوز بنتيجة كاسحة آنذاك، بيد أن طبيعة لقاءات الكلاسيكو تؤكد دائماً أنها غير مرتبطة بطبيعة الظروف وكل الاحتمالات تبقى فيها واردة، ومن هذا المنطلق سيدخل ريال مدريد لقاء اليوم، آملاً أن يتمكن من تحقيق الفوز والتغلب على كل الظروف القاهرة.

بيد أن على كتيبة المرينغي أن تعي جيداً ان برشلونة عندما خسر لقاء الموسم الماضي في الكامب نو لم يكن في وضع مثالي، وربما المسافات الطويلة التي قطعها نجومه لخوض بعض المباريات الدولية قد ساهمت في انهاكهم وعدم تقديمهم المستوى المطلوب آنذاك، لذلك على كتيبة زيدان أن تحذر جيداً من رد فعل الكاتلونيين اليوم خصوصاً وأن انريكي أراح جميع اللاعبين المهمين في مباراة الكأس الأخيرة.

فنياً، برشلونة لا يبدو بالقوة نفسها التي كان عليها في الموسم الماضي، وخسر الكثير من النقاط التي كانت من المفترض أن تكون في متناوله، ولعل السبب الرئيس في ذلك يكمن في ضعف قراءة انريكي لمكامن قوة وضعف الفريق، فبرشلونة منذ إن فقد انيستا بداعي الإصابة، وهو مفتقداً للتوازن ولا يلعب بمثاليته المعهوده، وهذا ما أضعف الخطوط الخلفية للفريق بشكل واضح، فإنريكي عجز عن إيجاد الحلول رغم توافر الكثير من اللاعبين والنجوم على دكة البدلاء، لذلك فإن عودة انيستا اليوم ستكون مهمة لبرشلونة، فهي ستضمن على الأقل التوازن للفريق حتى ولو لم يكن انيستا في كامل جاهزيته لخوض الكلاسيكو.

زيدان إذا ما أراد الفوز في لقاء اليوم عليه أن يخوض اللقاء بتحفظ دفاعي واللعب على الهجمات المرتدة، وهي أفضل وسيلة لتعويض الغيابات، وللحد من خطورة الهجوم البرشلوني الذي لا يرحم،

وشخصياً أرى أن زيدان لو لعب بسيناريو مختلف، فأتوقع أن يعاني الريال، وقد يتعرض لخسارة قاسية، فالتنظيم الدفاعي العالي والاعتماد على سرعات رونالدو وبقية المهاجمين ستكون مفاتيح الفوز للفريق ولا غيرها!

عموماً، الحديث عن الأمور الفنية للكلاسيكو ستحتاج العديد من الصفحات، لذلك سأكتفي بهذا القدر وكلي أمل أن يكون الكلاسيكو عند الموعد كما جرى العهد به دائماً.. مشاهدة ممتعة للجميع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .