العدد 2967
الإثنين 28 نوفمبر 2016
banner
مأساة الأمطار.. سوء التخطيط وانعدام الرقابة والإشراف!
الإثنين 28 نوفمبر 2016

بذلت محاولات كثيرة لاحتواء أزمة الأمطار في المحرق وغيرها من المناطق وإيقاف التدهور في البنية التحتية ووضع حد لمعاناة المواطنين ولكن دون فائدة، ومن يطلع على الصحافة يخيل إليه أن ما حدث ليس بسبب “جم قطرة مطر” وإنما بسبب فيضان أو إعصار مدمر، فوزارة الداخلية تدعو لقطع الكهرباء في حال دخول المياه المنازل، وإدارة المرور دعت المواطنين للابتعاد عن الأماكن المنخفضة وتجمعات المياه، ووزارة الإسكان بعثت فريقا فنيا للتعامل المباشر مع مناطق تجمع المياه في مشروعي الدير وسماهيج وشمال المحرق “والتباحث” مع الجهة المعنية حول الأسباب الفنية التي أدت الى تجمع مياه الأمطار، والمجالس البلدية استعرضت عضلاتها ببيانات وأرقام عن عدد الصهاريج، وبعض الأعضاء طلبوا جلسة عمل أخرى لمزيد من المناقشات والتوصيات وإلى آخر القصة.

هناك نقطة مهمة وجديرة بالمواجهة في بيان وزارة الإسكان تتعلق بالمسؤولية عن التخطيط ونوعية المؤهل، الوزارة تقول في البيان “ستقوم الوزارة بالتباحث مع الجهة المعنية حول الأسباب الفنية التي أدت الى تجمع مياه الأمطار في مشروعي الدير وسماهيج وسرعة معالجتها”. 

لا يوجد شيء اسمه أسباب فنية يا سادة، وإنما سوء التخطيط والتوقعات المستقبلية لمشكلة تجمع الأمطار، كل جهة ذات علاقة بالمشكلة يبدو أنها تخطو خطواتها الأولى في صعود السلم، وأعتقد أن التركيز هنا يأتي على وزارة الأشغال وشؤون البلديات والمجالس البلدية، لأن الجهتين معنيتان بإزالة أي نوع من الأضرار وإبعاد شوارعنا عن هذه المشاكل والمآسي المتكررة كل عام. ولكن الحاصل هو أن مسألة تجمع مياه الأمطار بهذه الصورة الخطرة مستمرة في كل المناطق ونستغرب حقيقة ماذا كان يفعل المسؤولون في الموسم الماضي وأين خبراتهم وكلامهم عن الاستعداد والدراسات الوافية؟ كل مسؤول يخرج علينا في الصحافة ويقول.. لقد وضعت الخطة بناء على دراسة وافية ونعمل حاليا على تطوير كذا وكذا ثم نكتشف مع أول يوم من دخول موسم الأمطار الفيضانات في الشوارع والبيوت تغرق وتتحول الطرقات إلى سيول ووديان.

جوهر المشكلة في شبكة الطرق والشوارع، لا يوجد هناك أي نوع من التنظيم والتخطيط، وأتحدى أي مسؤول بأن يأتي إلينا بأي برهان يطلعنا فيه على التخطيط الذي نسمع عنه ولا نراه، فمشكلة تجمع مياه الأمطار ناتجة عن انعدام تخطيط الشوارع وانعدام الرقابة والإشراف أيضا، ولكن الذي يهمنا في هذا المقام لماذا المشكلة مستمرة وهل تعرف الجهة المعنية “بكل صراحة” حجم هذه المشكلة وأبعادها؟ وهل سيستمر الوضع كما هو عليه أم يسوء أكثر من ذلك؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية