العدد 2966
الأحد 27 نوفمبر 2016
banner
الاتحاد الخليجي.. مستقبل ومصير
الأحد 27 نوفمبر 2016

لن نزيد على ما طرحه الباحثون والسياسيون في مؤتمر «الاتحاد الخليجي.. مستقبل ومصير»، الذي أقيم مؤخراً. الآن، ننتظر خطوات فعلية لتأسيس الاتحاد والبدء بتفعيل كل أشكال التعاون خصوصا على المستوى العسكري والاقتصادي، وأوصى الباحثون بأهمية البدء بكل أشكال التعاون لتشكيل الاتحاد ثم الكونفيدرالية، وصولا إلى الفيدرالية، ثم الاندماج.

وثيقة المؤتمر رفعت للقمة الخليجية التي ستعقد في ديسمبر المقبل، ولغة التطلعات والتمنيات لم تعد مجدية، فالظروف الساخنة المحيطة بدول الخليج، تستدعي حالة استنفار وحراك بين قادة الخليج وحلفائهم إقليمياً ودولياً.

الشعوب متعطشة للاتحاد، والتوقيع على الإعلان لا يمثل سوى خطوة بسيطة، فالأهم المبادرة الفعلية لتأسيسه. لا يمكننا الاستهانة بالمخاطر الأمنية والاقتصادية التي يعيشها الخليج منذ أكثر من خمس سنوات.

وعلى قادة التعاون، تخطي كل العقبات السياسية والاقتصادية، لأن المصالح الأمنية والاقتصادية تأتي فوق كل شيء، ولا ننسى أننا قبل أربع سنوات كنا على شفا حفرة من النار، ومازال التهديد قائماً ويزداد اشتعالاً.

التهديدات الأمنية تتطلب حراكا فعليا لتوحيد المؤسسة العسكرية من خلال جيش اتحادي كامل بقوات مشتركة جوية وبحرية ثم المؤسسة الاقتصادية بتشكيل قوة اقتصادية موحدة، ثم المفوضية العليا للسياسة الخارجية، كما جاء في المؤتمر.

العدو والمصير واحد، وأي تهديد أمني أو اقتصادي لدولة خليجية هو تهديد للخليج بأكمله، الوحدة الخليجة باتت مطلباً ملحاً، ولا نريد أن نبكي يوماً على الفرص التي نضيعها اليوم كما ضيعناها بالأمس.

مناقشات المؤتمر كانت صريحة وشجاعة وأصابت كبد الحقيقة، ولنا في مصائب الدول الأخرى عبرة ودروس، دول وشعوب آمنة ومستقرة تحولت بين ليلة وضحاها الى ميادين حروب وقتل وإبادة جماعية بأبشع أنواع الأسحلة وأخطرها. هل تعتقدون أننا بعيدون عن ذلك أو يمكننا النجاة بوضعنا الحالي؟ لا والله. إذا لم نتدارك الخطر فإننا في طريقنا للهلاك لا محالة، فكل الحقائق والوثائق المكشوفة والسرية تبين أن “الخليج” الهدف القادم. لن يكتفوا بما فعلوه بالعراق وسوريا واليمن، فالأطماع والمخططات للمنطقة بأكملها، والعدو ليس دولة، إنما قوة هائلة تحكم العالم اليوم، وتحالف لا يستهان به “إيران وإسرائيل والدول الكبرى”. إذا لم يحركنا هذا الواقع المخيف، فماذا سيحركنا؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية