هناك أمران أساسيان لنجاح أية خطة عمل، الاستعداد وخلق فريق عمليات يدير بكل احترافية ويعد دراسات دقيقة للمشاريع، ولكن نفتقدهما في موسم الأمطار الذي من الواضح أنه سيكون نفس مأساة الموسم الفائت، وكأننا موعودون مع كارثة الأمطار السنوية، زخات مطر قليلة تحولت اثرها بعض شوارع المحرق وقلالي إلى “برك سباحة” يوم الجمعة، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لبرك “غزيرة” تمتد لعدة أمتار وتعيق مرور السيارات، مشكلة أزلية في البحرين لا نعرف حقيقة متى ستنتهي، ولكن الغريب في المسألة تحدث بعض المسؤولين قبل دخول الموسم وتحديدا في بداية شهر نوفمبر الجاري عن رفع مستوى الاستعداد والتكامل والتنسيق، فمثلا قرأت في الصحف مثل أي مواطن أن رئيس مجلس المحرق البلدي قال إن المجلس قام بالتنسيق مع وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني لوضع خطة احترازية متكاملة لموسم الأمطار، كما أن محافظ الشمالية علي العصفور ترأس اجتماعاً استضافته المحافظة بحضور مسؤولين من قطاع الصرف الصحي وذلك للتباحث بشأن خطة الاستعداد مبكراً لموسم الأمطار، إذا ما الذي حدث في شوارع المحرق وغير المحرق وعن أي خطط يتحدثون؟!

جلسات صباحية ومسائية في المجالس البلدية مع الوزارة المعنية لمواجهة أزمة الأمطار في شوارع البحرين كل عام ووضع استراتيجيات “وملفات داخله وطالعه” والنتيجة في النهاية الرسوب المتكرر في الامتحان، القصة هي انعدام التخطيط العام للشوارع والطرقات والمرافق، ومشاريع التطوير والتحديث لا رقابة عليها، وهناك فشل ذريع في معالجة المشكلة، نحن ناجحون ومتفوقون في ظاهرة الاجتماعات، أما الدراسة وطريقة التعامل مع المخاطر وتأثيرات تغير المناخ فهي لا تتناسب مع المتطلبات ورسم الاستراتيجيات.

سؤال مهم نطرحه في الصحافة، إذا كانت كمية قليلة من الأمطار تلغي ملامح شوارعنا فكيف إذا سنتعامل لا سمح الله مع الأزمات والكوارث المناخية؟ شوارع البحرين وبيوت الناس تصيبها أضرار بالغة كل سنة وإهمال من العيار الثقيل، ثم يخرج علينا البلديون ليطالبوا بزيادة روابتهم، ولم يتبق من الامتيازات شيء إلا وطالبوا به. لماذا تعيش شوارع البحرين عقدة مزمنة مع الأمطار؟ أليس من العجيب حقا أن نرى ذلك بوجود مجالس بلدية ووزارة تستنزف الكثير من خزينة الدولة دون طائل؟ هل أصبحت نعمة المطر تشكل عبئا كبيرا عليها لنشاهد النتائج العكسية؟

على أية حال موسم الأمطار مازال في بدايته وستقوم الصحافة بالتأكيد باستعراض الأنماط المختلفة في طريقة التعامل مع هذه المشكلة الأزلية في البحرين.