عندما تتوه دفة المواطن أكثر من عشر سنوات وهو يراجع جهة حكومية دون فائدة فبالتأكيد سوف يلجأ إلى الصحافة، بعد كل المحاولات المضنية والصعود والنزول والأوراق الكثيرة التي يحملها أينما يذهب، وكأن القضية تتشابك وتتصل بغيرها وهكذا.

“شارع تجاري وغير تجاري”، من أكثر القضايا إلحاحا في واقعنا المعاش وتأثر منها المواطن سلبا وإيجابا، وشخصيا سمعت قصصا كثيرة عن محلات فتحت في شوارع غير مصنفة تجاريا، ومحلات أخرى لم تفتح ولم يتم إعطاء صاحبها الضوء الأخضر بالرغم من وجودها في شوارع تجارية، وهناك شوارع “نص ونص” حسب تنفيذ الخطة من عدمها!

أحد المواطنين بعثر أمامي أوراقا ومستندات كلها تثبت موافقة المجالس البلدية في الدورات الأربع بتغير التصنيف للعقار الذي يملكه على شارع القدس بمدينة عيسى إلى “بي 3 ستار” بواجهة تجارية، حيث يريد الصديق فتح محلات في العمارة التي يملكها أسوة ببقية المحلات الموجودة على نفس الشارع والمصنفة بنفس التصنيف، وكانت آخر توصية من إدارة التخطيط العمراني بتاريخ 27 أبريل 2016 “تقترح الإدارة العامة للتخطيط العمراني تغير تصنيف العقارات المذكورة أعلاه” - ومن ضمنهم عقار المواطن - “إلى تصنيف مناطق المشاريع ذات الطبيعة الخاصة (اس بي – جي) مع السماح ببناء طابق أرضي من ميزانين فقط وذلك بنسبة بناء لا تتجاوز 55 % من مساحة العقار. وذكرت الإدارة ايضا أنه تم توفير شارع خدمة امام العقارات.

ملاحظة (اس بي – جي) هو المسمى الجديد لـ (بي 3 ستار). وفي رسالة لرئيس المجلس البلدي بالمنطقة الوسطى سابقا عبدالرحمن محمد الحسن لوزير شؤون البلديات والزراعة آنذاك بتاريخ 23/9/2009 أوضح فيها ما يلي... توجد محلات تجارية عديدة ومجمعات على نفس الخط وقريبة جدا من الجزء المذكور.

إن هذه القضية التي أطرحها على الجهة المختصة تتطلب تطورا واضحا وكفاءة في النظم والخدمات والمسوحات والدراسات والابتعاد قدر المستطاع عن العشوائية والابتكارات الاستثنائية، وذلك لتمكين المواطن الذي تنطبق عليه الشروط من الانتفاع والاستفادة من “حلاله”، فمشاكل المواطنين مع روتين بعض الجهات الحكومية وبطء الإجراءات والتعقيدات أصبحت أمرا لا يطاق أبدا، كما أن ذلك يخالف توجيهات القيادة التي تحرص وتوجه دائما إلى عدم تعطيل مصالح المواطنين في أية وزارة أو جهة. 

أي كائن بشري يمر على شارع القدس بمدينة عيسى ويطلع على مستندات وأوراق وخرائط المواطن سيقول إنه يفترض على الجهة المختصة أن تعمل بسهولة ويسر وراحة أكبر وليس بهذا الشكل، عموما نحن في الصحافة علينا الطرح والإجابة من المسؤولين.