العدد 2956
الخميس 17 نوفمبر 2016
banner
كفانا رسميات ومجاملات!
الخميس 17 نوفمبر 2016

دول مجلس التعاون تقع اليوم على أجندة “التقسيم الدولي”، وهو مظهر من السهل فهمه واستيعابه، وكفانا رسميات ومجاملات دون أن نلمس أي تطور أو تغيير، وكأننا عاجزون عن مسايرة واقع العالم الحاضر ونجهل الأطماع التوسعية ومن يفكر بالتوسع على حسابنا ويستغل الثغرات. أكثر مصطلح تم ترديده خلال السنوات الماضية هو مصطلح “الاتحاد الخليجي” ومؤخرا طرح تجمع الوحدة الوطنية في مؤتمر “الاتحاد الخليجي مستقبل ومصير” وثيقة الاتحاد الخليجي، والجميع وقع عليها – أقصد من يحب البحرين والخليج - وسوف ترفع الوثيقة إلى القمة الخليجية القادمة التي ستستضيفها البحرين في ديسمبر، واتفقنا أيضا ومن ضمن توصيات المؤتمر على عقد مؤتمر الاتحاد الخليجي العربي بصفة دورية، وانتقاله بين دول مجلس التعاون المختلفة والتنسيق مع المؤسسات والفعاليات الخليجية، وكذلك تشكيل أمانة لمؤتمر الاتحاد الخليجي، والعمل على جعل الوحدة الخليجية منهجاً من مناهج الجامعات الخليجية. 

إذا كانت قد تحققت في ضوء هذه الأمور مجموعة مهمة من النتائج الإيجابية فإن هناك مجموعة من النواقص أهمها التنفيذ والتطبيق، ففي نهاية المطاف هذا مؤتمر شعبي ودول الخليج مهددة فعليا وهناك من يريد اغتصاب خليجنا وأوطاننا وتمزيقنا وتقسيمنا وإضعاف تماسكنا، ومن فضل الله على أهل الخليج أننا نرى الأعداء والخونة بالعين المجردة، ولا يمكن أن يحتجبوا عنا، وأثبتت جميع التجارب ذلك. ومن هنا فإن مطلب الاتحاد الخليجي أصبح الهدف المباشر لدولنا لكي نصبح قوة حقيقية، فمصيرنا الواحد يحتم علينا الوقوف ضد المؤامرات التي تكبر من حولنا بسرعة مذهلة، سنكون على خطأ فادح إذا تصورنا أن التنظيمات المعادية لدول الخليج ستتوقف بعد توقيع الوثيقة، فالعدو سيباشر عمله في مختلف الاتجاهات على الصعيد العالمي والمحلي ولن ينتظرنا لتحديد موقف محدد ولن يتنازل عن مخططاته حتى ينفرط العقد ونسقط لا سمح الله.

السمات المرحلية التي تلازمنا مخيفة جدا، وميزان القوى هو الفيصل في كل شيء وقوتنا في اتحادنا لأننا بحق في خطر، ولنتجنب الأطر التقليدية في الوقت الذي يتصاعد فيه الهجوم على دولنا. نريد كشعوب خليجية أن نكون واثقين بأن هذا الاتحاد قادم لا محالة، فهو تأكيد على مبدأ روح الأسرة الخليجية الواحدة، كيف لا يكون ذلك وأبرز مميزات هذا الاتحاد المبارك هذا الأساس الشعبي الذي يستند إليه والذي هو غذاؤه الدائم وموقده الخصيب. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .