العدد 2954
الثلاثاء 15 نوفمبر 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
ظلم وإجحاف!!
الثلاثاء 15 نوفمبر 2016

أعلنت شبكة بي بي سي البريطانية الشهيرة منذ أيام قليلة عن القائمة النهائية المتنافسة على جائزة أفضل لاعب افريقي لسنة 2016، وقد ضمت القائمة بعض الأسماء المتوقع تواجدها مسبقًا في القائمة مثل النجم الجزائري رياض محرز لاعب ليستر سيتي والغابوني اوبميانغ مهاجم دورتموند، بالإضافة إلى لاعب ليفربول السنغالي ساديو ماني، ومهاجم ويستهام انديه آيو الغاني، بينما كانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد إطلاقًا، هي تواجد اللاعب الايفواري يايا توريه ضمن لاعبي النخبة في القارة السمراء لهذه السنة، وهو الذي يعاني أيّما معاناة هذا الموسم  وبات يمنّي النفس باللعب ولو لدقائق مع فريقه مانشستر سيتي تحت قيادة البيب غارديولا!!.

أي عاقل ومتابع لكرة القدم بجميع تفاصيلها لن يكون لديه أدنى شك في أن وجود توريه ضمن القائمة النهائية فيه ظلم وإجحاف كبير للعديد من اللاعبين الآخرين الذين يستحقون التواجد في القائمة النهائية، فكما يعلم الجميع أن مدرب السيتيزنز غوارديولا قد أخرج توريه من حساباته هذا الموسم تمامًا ولم يستعن بخدماته في أي مباراة ولو حتى لدقائق، بل إن الحال بغارديولا وصل لأن يستبعده نهائيًّا من كشوفات اللاعبين قبل كل مباراة لعبها السيتي هذا الموسم محليًّا وأوروبيًّا، وبات من المؤكد اللاعب الايفواري لن يكون مستقبله مع السيتي في ظل بقاء غارديولا على رأس الإدارة الفنية، فإن كان هذا حال اللاعب مع فريقه، يا ترى كيف تم إدراج اسمه ضمن لاعبي النخبة؟، وما هو الأساس الذي تم البناء عليه للاختيار؟.. في الحقيقة لا أجد أي تفسير مقنع لذلك غير أن الاتحاد الافريقي “الكاف” قد أهان الكرة الافريقية بنفسه، وكأنه قد قدم اعترافًا ضمنيًّا بضآلة حجم النجوم الأفارقة في عالم المستديرة وهو ما ينافي الواقع!!.

لا يظن القارئ أبدًا أنني في صدد التشكيك بقدرات وإمكانات توريه الفنية، بيد أن الواقع المحتوم يفرض أن نتحدث بالعقل والمنطق بعيدًا عن روح العاطفة، فتوريه لم يلعب نصف هذه السنة تقريبًا، وكما هو معروف أن اللاعبين الذين لا يشاركون مع أنديتهم باستمرارية وبانتظام لا يستحقون الترشح لأي جائزة مطلقًا، كذلك فإن توريه لم يقدم المستوى المأمول الذي يشفع له نجوميته “غير المنصفة” في النصف الآخر الذي شارك به هذه السنة، وأعني منذ يناير إلى أن انقضى الموسم الماضي، وعلى هذا الأساس، فإن وجود توريه في القائمة قد ظلم العديد من اللاعبين الآخرين مثل النجم المصري محمد صلاح الذي يقدم مستويات راقية جدًّا مع روما الايطالي، والكيني وانياما الذي ثبّت مكانه في تشكيلة توتنهام وأصبح من أعمدة السبيرز الرئيسة.

وبعيدًا عن توريه وعدم أحقيته للفوز بجائزة أفضل لاعب افريقي، أعتقد إن النجم الجزائري رياض محرز سيكون الاوفر حظًّا عن بقية المتنافسين للفوز بجائزة الكرة الذهبية الافريقية لهذه السنة، بفضل قيادته لفريقه المغمور والمتواضع لتحقيق المستحيل، وذلك عندما قاد ليستر سيتي للفوز بلقب الدوري الانجليزي للمرة الاولى في تاريخه وسط ذهول كبار أندية البريميرليغ، فما صنعه محرز مع ليستر لم يكن ليحققه نجوم آخرون يفوقونه في الإمكانات والقدرات الفنية، ويكفي محرز فخرًا أنه من ضمن أفضل تشكيلة للدوري الانجليزي للموسم المنصرم على حساب العديد من النجوم الآخرين الذين اعتادوا التواجد في هذه التشكيلة السنوية.

وأقولها بكل صراحة، إن لم يفز محرز بالجائزة الذهبية التي سيعلن عنها الكاف بعد أقل من شهرين، فإن على الاتحاد الافريقي أن يتجه لإدارة لعبة الكريكيت أو أي لعبة أخرى بدلاً عن إدارة كرة القدم، فمحرز هو الأحق للفوز بالجائزة من دون منازع. 

أقول هذا لأنه وبكل بساطة اللاعبون الأفارقة لم يصلوا بعد لمصاف اللاعبين الكبار في أوروبا وأمريكا اللاتينية والذين يصعب اختيار الأفضل فيما بينهم، وبالتالي من السهل تمييز اللاعب المستحق للجائزة الذهبية الافريقية قياسًا على ادائه وتأثيره مع ناديه!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية